الساعة 12.. لتطفأ الأنوار وتضاء الشموع ولتنفخ البلالين وتخبز التورتات والجاتوهات، افرحي يا دنيا وهيصي فقد حان موعد احتفال العالم باليوبيل الفضي عشاني.. تميت الخمسة وعشرين، وستصدر الصحف والمجلات وعلى صفحاتها مانشيتات: 25عاماً من العطاء اللامتناهي،،، وصوري وأنا رافعة أيدي ألوح للجماهير (التي قد تكون هاين عليها تطلع تجري ورايا)، إلا أنني سعيدة إني وسط ناس تحملوني 25 عاماً،، أي تأبيدة.. ولو كنت حسنة السير والسلوك معهم قد يصدر قراراً، إما أن يتحملوني كمان 25 عاماً (يديني ويديكوا طولة العمر) أو أن يطلقوا سراحي ويقولولي: أمشي اطلعي بره.
قلبي نط (أي قفز) وفط (أي قفز برضه) من مكانه بمجرد أن حانت لحظة تعانق عقربي الساعة عند الثانية عشر معلنين بدء أول ساعة من يوم 18/8 فأبتسم مثل كل عام سعيدة بوصول هذا اليوم الذي أنتظره من أول أغسطس.. فكما أحب أول يوم رمضان وأول يوم عيد وكما كنت أحب أول يوم مدرسة، وجدتني أيضاً أحب أول يوم أغسطس الذي كلما جاء ذكره أمام (جدو) قال: يادي أغسطس وحر أغسطس أعوذ بالله!! ثم ينظر لي ويغمز غمزة شقاوة، فأرد عليه: ماشي يا جدو ماشي يا جدو.
أظل سعيدة ثمانية عشر يوماً حتى يهل علي 19/8 فأتنهد تنهيدة ملل وزعل إذ أتمنى أن يستمر18/8 لمدة كام يوم كده حتى أسمع أكبر قدر من: "كل سنة وأنتي طيبة يا مها"، تلك الجملة التي أذوب عشقاً لسماعها ولا أدري لماذا!! كما لا أدري إن كان كل البشر ينتظرون يوم ميلادهم بنفس لهفتي هذه، وبصفتي عاشقة للمفاجآت فلابد أن أنقل مشاعري بأول مفاجأة لي وهو أول احتفال بيوم ميلادي في الشغل ولو أنني لم أريهم كيف تعبر مها عن فرحتها بالمفاجآت إلا أنهم بالفعل أسعدوني إذ كانت حركة غير متوقعة، وبما أنني ذكرت أول مفاجأة فلابد أن أذكر أول هدية وصلتني من نجاح صحبتي، وأول رسالة موبايل من مرام أختي من موبايلها الله يرحمه.
أما أول تهنئة وصلتني،، فكانت تهنئة مميزة من شخص مميز من مكان مميز وللتهنئة بالطبع شكر خاص مميز، يوم 18/8 يعني لي الكثير بأحداثه ومواقفه.. أتذكر كل 18/8 مر عليّ.. ولكل يوم لي فيه ذكرى.. وإن كان هذا اليوم قد زاد قدره عندي بعدما انضم لقائمة المشاهير الذين ولدوا في مثل هذا اليوم أشخاصاً أقل ما يقال عنهم أنهم زادوا الشهر شرفاً ومنزلة وقدراُ على الأقل بالنسبة لي، و 18/8 لهذا العام بدأ معي غريباً وكنت قد قررت أن أحافظ على ابتسامتي ونظرتي المتفائلة لهذا اليوم مهما كانت الظروف.
كان يوماً غريباً ليس لأنني استيقظت متأخرة ولا لأن الميكروباص تعطل في منتصف الطريق وليس من أجل الارتباك الذي حدث في المترو ولا لوصولي الشغل متأخرة نصف ساعة بحالها ولا حتى لخبر الوفاة الذي استقبلني أول ما وصلت الشغل وبالتالي واجب عزاء في ساعتها على طول، حتى أنه لم يكن يوماً غريباً لفركشة مشوار كان سيتم ولا رصيدي اللي قرب يخلص ولا مطالبة هبة صحبتي لي بدفع 40 جنيه إذ فجأة، ولا الفراخ اللي ماما عملاها وطلع طعهما مش حلو مع إني كنت أسابق الريح لآكلها، ولا الفيلم اللي كنت ناوية أتفرج عليه ولم أتهنى بيه.
كل هذه الأحداث العجيبة التي اجتمعت كلها قدراً في يوم واحد لم تكن السبب في جعلي أصف 18/8 لهذا العام بالغرابة.
هذا العام 18/8 أفتقد فيه شيئاً وإحساساً وأشخاصاً،، 18/8 هذا العام شعرت فيه بغربة أخفيتها بين فرحتي بالتهاني وضحكاتي مع أصدقائي،، 18/8/2007 رفقاً بي،، أقولها ولأول مرة في حياتي فلتنتهي سريعاً.
واقرأ أيضاً:
أحسن تستاهل: أنا آسفة / أحسن تستاهل: أنا وصحبتي / رمضان،، قبل ما تمشي خد تعالى أما أقولك