هذه مشاركة من محمد حسن حسن (23 سنة، طالب بكلية الهندسة) من مصر
يوميات ولاء باكره مصر
يوميات ولاء: أحب مصر- مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أولا على مقالك وهذا أول مقال أقرؤه لك بداية، لم أعتقد أنه سيأتي يوم علينا نشيد بجهود أبناء مصر من قديم يرجع إلى أيام نعومة أظافري، فقد رجع والدي واثنين من أبناء مصر من جمهورية ألمانيا لاتحاده بعد أن رفض أخذ الجنسية والاثنين المصريين معه في مجالات هامة لسبب واحد فقط أنه منتهى الظلم أن تصرف علي البلد منح وفي الآخر أدير ظهري لها وأنه لولا المجانية التعليم التي أتت ونخن في الابتدائي ما كنا وصلنا إلى هذا؟؟
ولك أن تتعجبي بعد 15سنة من العودة واكتشافاتهم المذهلة لمجتمعنا أبسط ما يقال فيه هو يعطي ولا يعرف كيف يأخذ مع أنه لو أخذ لكن الأفضل فعلا لكن هو يفضل النحيب والتعويل على أبنائه البررة الذين اشتهروا بالخارج ولم ينتظر مجتمعنا ومصر إلى الذين رفضوا عروضا مغرية في مجالات والله العظيم متاحة وليست نووية ولكنها ترفع مصر من قائمة مستهلك إلى منتج بتكاليف ضئيلة.
المهم هذا هو الحال كي تعيشي في مصر وجب أن تكوني حاذقة وتلعبين بالبيضة والحجر (فكرة خاطئة) المهم تركنا أصدقاء والدي بعد العودة بسنتين واكتشاف الحقيقة المرة أن الكبار يتمنون فقط من الصغار والفقراء رد الجميل لماذا؟؟
علشان يأخذونه ويهربون به "بره" قابلت أصدقاء والدي بعد 15سنة مرة أخرى وكانت مصادفة غريبة حقا ومع رجوع التواصل كان لي سؤال رفضتم الجنسية ورجعتم فماذا فعلتم؟؟ قالوا ربينا أجيال وعلمناهم حب البلد ولأنهم رافضين فسألت صديق والدي لماذا لم تتقابلوا من 15 سنة من بعد رجوعنا قال لسبب بسيط خوفا من أن يلوم كل منا الآخر بعدما وجدنا عدم اهتمام بقدراتنا وتفوقنا في الخارج والاهتمام بالخبراء والأجانب الذين يسرقون عيني عينك؟؟ وكنا فلتنا بالجنسية الألمانية؟؟؟
ده نموذج وأعرف غيره كتييير منهم واحد الآن إسرائيل ترسل له لشراء اختراع بسيط لري أراض الصحراء بمليون جنيه ووالدي يقول أنه موافق لأنه لم يهتم به أحد هنا!!!!!!!!! قضية اسمها لا انتماء أحييك على كل ما ذكرت; ولكن سقطت منك بعض النقاط منها أن الفردية فأنا أتاحوا لي فرصة التعلم حقا وأعشق تراب الوطن وأعشق مسلمي العالم بأسره ولكن لا أجد من يساعدني ويقف بجواري في وجه المافيا الكل يخاف الكل ينكر الكل يهرب أتعلمين لماذا؟؟ لسبب بسيط جدا لم يعلمه أحد كيف يصطاد السمكة؟؟
وكم نصحت أصدقائي في الكليات الذين يعانون من بطالة ويقضون النهار في سماع أغاني هابطة وأفلام من تلك النوعية الثقافة الموحدة والتي أدعو الله كثيرا أن ينسفها لنبدأ عهدا جديدا من الثقافة...... أتعلمين أقول لهم حاولوا الانشغال بأعمال يدوية مثل الصين وإندونيسيا فلا أجد إلى صدى صوتي يرد علي وواحد يقول ما تعلمناش 14 سنة من عمرنا علشان نقعد في البيت؟؟؟
ترحمت على جيل أجدادي كانوا فلاحين وغير متعلمين لكنهم كانوا مثقفين يعلمون حرمة الأرض والعرض والدم ينتجون بأبسط الوسائل ينتظرون نشرة وإشراف من شخص متعلم على الزارعة في الوقت الذي تعلم ترك العلم لا منه عمل بمهنة أجداده ولا منه استغل تعليمه في تطوير نفسه؟؟ فهتو أتعلم علشان الوظيفة والزوجة المستقبلية ويبقي كده رضا؟؟؟
وهي دي الأهداف اللي الأهل والمدرسة بتبثها لهم؟
ولا علم هل إلى خروج من سبيل من هذه الدائرة التي باتت خانقة ولا أقول لك أنه يتمنى العيش في مجتمع غني بقدر أنه يريد أن يتنفس الصعداء يحب بلده ولكن في بلده لا يوجد إلا اللون الأسود لزي الأمن؟؟؟
ولا يعبر عن رأيه وعايش مكبوت لدرجة أنه نسي أنه له رأي أصلا هذا المسخ من التفكير وصل الشباب لكره الوطن ولكن ولد لديهم اهتمامات أخرى منها الرجوع إلى خاصية اسمها التعصب القبلي وتشجيع فرق الكورة ليس للرياضة ولكن للتناحر وجود برامج الهدف منها إثارة أحقاد الشباب وإثارتهم مثل برنامج (.....شو) اللي يستضيف الناس الهاي زي الممثلين والهابطين ما شاء الله اللهم لا حسد ويلمعهم على أنهم أساس المجتمع وبالتالي الشاب لابد أن يرتدي نظارة سوداء وينظر بها وأنا لا أتعجب عندما أعرف أن أحد المغنيين حاصل على شهادة جامعية بالعافية وبيغني وبيهرب من الجيش ولو كان بيحبها صحيح ما كان عمل كده المهم العسل ده تلاقي الملايين بتتحدف عليه وواحد عامل اختراع يفيد البلد وواخد بيه براءة مش من وزراؤه البحث العلمي بس لا وبراءة من أنه هيقدر يعمله يوما ما في مصر وتحت إيدي حالات كتييييييييرة.
وفي الآخر نترك المفكر ونستضيف على الشاشات المغني والممثل والراقصة التي تتحدث عن تحرير الأقصى؟؟
والشاب عندنا ما بيصدق يلقي اللوم على غيرة ويأخذه قدوة فهو واخد المغني قدوة أما العلمي فيقول لك يا عمي ده حتى مش لاقي يأكل ويسخروا منه وبيعتبروه من كوكب آخر؟ وللأسف الآن أصبح المتعلم كي يحقق ذاته لابد من ترك أهله وعشيرته والعيش في فردية منقطعة النظير يا أخت.
وأذكر أنه عندما عرضت علي العمل في شركة شني; التي تم غلقها وكان من دعاني يصور لي أنه بعد سنة هيبقى واحد من الأغنياء لأنه طبعا من المقهورين في الأرض دخلت الشركة وفي النهاية كان كلامي كلمتين إيه معناها إنك يبقى معايه مليون جنيه أنت عايش بيهم وكيلو الطماطم بميت ألف جنيه الشركة تنخر في الاقتصاد بتاعك وأنت تساعدها؟؟ والله ما عارف إنها حرام شرعا إلا بعد ذلك الموقف فأرسلت لي رسالة بالفتوى فأقلع عن الموضوع وتم إغلاق الشركة بعدها؟؟ فلقد أصبحنا تربة خصبة للتجارب والتسويق من قبل الدول الأخرى؟ والشاب عندنا واخد على شغل التكية وعدم تحمل المسئولية ويعتبر أن كلمة تعليمة هي من ستفتح له الأبواب؟؟
نهاية مصري حتى النخاع وإن تزوجت من الخارج فأنا مصري ابن مصري بدون نانسي وأغنيتها اللي كنا من الأول تكون للبنان ولكن عادي وللعلم أثق أن يوما ما في حياة يعني سترجع مصر شامخة إن شاء الله بعزتها وقوتها ولكن بسواعد أبنائها وليس أحد آخر ويا ريت هما يفهموا كده إن الانتماء بالتفكير مش بالشهادة. والله أعلم
إلى لقاء آخر وآسف للإطالة
واقرأ أيضا:
يوميات ولاء: صديقتي نهال / يوميات ولاء: تساؤلات مع العام الجديد / يوميات ولاء: الإيميل وسنينه / إلى فتاة معذبة: كوني فاعلة. / مذكراتي عن اليوجا. / يوميات ولاء: موضة أم