تعتعة الكبار بأغاني العيال (5)
يَا تْفكـّرْ زي ما بِنـْقُولْ لَكْ، يا تْروحِ النّارْ!(6)
أفكارْ أفكارْ
ليلْ ويّا نهارْ
ورشةْ أخبارْ
والمخ بَقَى: حبّةْ أزرارْ
يا تفكّرْ زي ما بِنْقولّــكْ،
.....يا تروح النار ْ.
.... "طب نعملْ إيهْ؟
........
إوعى تصدّق إن الفكرة كده وحْدَها صحْ.
إوعى تصدق إنها إما: كُخِّ أوْ دَحْ.
الفكرة تجيلَكْ ، اوْزنْها
مش بسّ تقولْها "تدوِّنها" !!
تعرف حقيقتها بتأثيرها
وذَا نفعْتْ، تِفرحْ: تِعْملْها
وإنْ خابت، يبقى تشوف غيرْها
فكْرَكْ مش دائْما هوّا الصحْ،
حتّى لوْ صَحْ.
ما هو فكر الناس التانيهْ صحْ!
يبقى الصَّـحّين راح يعملوا صحْ
.....أحلى من الصحْ.
راجعْ فكركْ مع ناس تانيينْ،
حلوين وحشينْ،
حاتلاقي حاجات مِشْ على بالَكْ.
حاتلاقي الكون غير ما بدالكْ.
طب جرّب تُقعد في مكانهم،
مش بس حاتشوف شَـوَفانهم:
دانت حاتتخضِّ من نفسكْ
وتراجع فكرك وِوَسَاوْسكْ
فِكْرِ التانيين ثروة خْسارة
تفلتْ منٍَّك كده يا سَمٍَارة
.....
ما تقولشِي عليهْ دا كلامْ فارغْ،
مشْ يمكنْ إنتَ المِشْ سامِعْ
.....
الفكرة التانية المنبوذةْ،
يمكن تلاقيها لها عوزةْ
الفكرة قيمتْها فْ تحريكْها
مش في صلابة اللي ماسِكْها
نتحركْ ناحية بعضينا،
ربنا موجود،
... فوقْ..، يا أخينا.
قالت البنت لأخيها:... أرأيتَ كيف؟!، أظن لا يوجد أسهل من هذا!! قال الشاب: بذمتك ودينك: لمن هذا الكلام؟ قالت: للأطفال بالعند فيك؟ قال: بالعند في أنا؟ أم بالعند فيهم؟ قالت:"فيهم" من؟ قال: اللذين في بالي وبالك، هل تعرفين غاية ما يمكن أن يصلهم من مثل هذه الأغنية، قالت: ماذا؟ قال: حاجة من اثنين: دعوة إلى "ميوعة التفويت"، أو رعب من "مخاطر التفكير"، قالت: لست فاهمة، قال: أحسن، أنا أيضا، تصوري أنني فهمت "تحريكها"، مرة على أن الفكرة هي التي تتحرك، ومرة على أن الفكرة "التي هي"، هي الفكرة القادرة على تحريكنا، قالت: كله واحد، قال: لا، كله اثنين، قالت: حتى لو مائة، فإن أية حركة ممنوعة علينا أصلا، قال: عندك حق، أية حركة هي تهديد لما تقوم به كل الحكومات حفاظا على الأمن القومي الخصوصي، اللازم لتنمية البله الجماعي عموم القطر، وأيضاً عموم العالم، أليس الاستقرار "بدرجة جيد جدا" هو غاية المراد من رب البلاد؟ قالت: رب ماذا؟: قال رب العباد.
قالت: لماذا تتراجع؟ قال: رب العباد، أرحم من رب البلاد، قالـت: رب العباد لا يدعوا إلى الاستقرار، بل إلى الحركة طول الوقت؟ ألم يدعنا إلى الكدح كدحا لنلاقيه، قال: هذا عكس ما يقوله أغلب الأوصياء على كلامه سبحانه، هم يتوقفون عند المعنى الساكن للطمأنينة والتنويم الجماعي، قالت: والفردي أيضا، لكن قل لي: لو أن الأطفال يمثلون فطرة الله هكذا، وهم بهذا الضعف الطبيعي، فكيف تلوّح هذه الأغاني بأن ما يمثلونه هو الحل؟ وكيف يتركهم الله للكبار يفعلون بهم ما ينتهي بنا إلى ما نحن فيه؟ والألعن ما نرى والدْينا فيه؟، قال: أستغفر الله العظيم! تريدين منه سبحانه شهادات ضمان للحفاظ على فطرتنا أم ماذا؟ ما هو دورنا إذن الذي سوف يحاسبنا عليه؟ قالت: وهل لدى الأطفال فرصة؟ وهل لدينا نحن أنا وأنت فرصة؟ وهل كان لدى أهلنا فرصة؟ قال: اسمعي لما أقول لك، ربنا يحاسبنا على العمل في حدود الفرص المتاحة مهما ضؤلت، بل وهو سيحاسبنا أيضا على مدى جهدنا لتخليق فرص حقيقية للحفاظ على ما خَلَقَنا به، قالت: سيحاسبنا نحن أم الحكومات؟ قال: وهل الحكومات سوف تدخل النار إلا أفرادا؟ ثم إنهم سوف يتبرؤون منا آنذاك، ولن تكون لنا كرة لنتبرأ منهم كما تبرئوا منا، قالت: لا تصعـّبها اعمل معروفا، قال: ثم من قال أن الطفل هو الفطرة؟ الطفل هو مشروع واعد، يحمل قوانين الفطرة السليمة التي علينا أن متعهدها حتى نلقاه. قالت: لست فاهمة، ماذا تقصد؟ قال: اسألي أختك الصغيرة قبل أن تتشوه مثلنا.
نشرت في الدستور
22-8-2008
ويتبع >>>>>: تعتعة الكبار بأغاني العيال (7)
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: كرامة الناس.. وكرامة الحكومة! / تعتعة سياسية: اختبار الأحزاب بالرنين السياسي