أمس كان الحدث في مبنى الجراحة بكلية الطب جامعة الزقازيق قاعة(ج)، وبحضور كل من الأستاذ الدكتور منير حسين فوزي أستاذ الطب النفسي جامعة الزقازيق رئيس اللجنة، والدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي جامعة القاهرة من الخارج، والأستاذ الدكتور رفيق رضا عبد اللطيف أستاذ الطب النفسي جامعة الزقازيق
والحدث هو مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الطالب أحمد محمد عبد الله مدرس مساعد الطب النفسي جامعة الزقازيق. تحت عنوان الاعتداء الجنسي على الأطفال الإناث، الانتشار والاعتلال النفسي Female child sexual abuse prevalence and psychiatric morbidity
ورغم أن الاعتداء الجنسي على الأطفال ظاهرة منتشرة منذ القدم في جميع أنحاء العالم، إلا أن أغلب المجتمعات ظلت تغض الطرف عنها، وحاليا فإن الاهتمام المتزايد بالظاهرة حول العالم يأتي نتيجة مجموعة أسباب متنوعة ومتعددة، منها أنشطة الدفاع عن حقوق الأطفال، وكذلك أنشطة الحركات النسوية. وهذا الوعي والاهتمام تطور بصورة ملحوظة بفضل نشاط ضحايا سابقين تجاوزوا الآثار السلبية للاعتداء الجنسي، واندرجوا في حركات التوعية ضده فيما بعد.
لقد كان تحديا كبيرا للمعرفة والمجتمعات أن تتأكد أن الاعتداء الجنسي إنما يتم غالبا داخل الأسرة، وبواسطة أحد أفرادها الذين من المفترض أن يكونوا موضع اعتماد الطفل وثقته!!
وفي البداية قام الدكتور أحمد عبد الله بعرض سريع لملخص الرسالة وقد نال الموضوع إعجاب السادة المناقشين نظراً لقلة البحوث العلمية في هذا الموضوع لما له من حساسية بين أفراد المجتمع المصري، فضلا عن كون دراسة د.أحمد الأولى في مصر وربما في العالم العربي التي تدرس التحرش الجنسي في الإناث على عينة من الجمهور العام الطبيعيين في المجتمع وليس مثلا في عينة من المرضى كما هو حال معظم ما أجرى من بحوث في السابق، وملخص البحث كان كما اختصره الدكتور أحمد:
أجريت هذه الدراسة على عينة من طالبات المدارس الثانوية في الريف والحضر لدراسة "الاعتداء الجنسي على الأطفال الإناث، الانتشار والاعتلال النفسي"، وبلغ حجم العينة النهائية للمشاركات في البحث 263 طالبة وطبقت استمارة استطلاعية عن الاعتداء الجنسي على الإناث، كما طبق التقييم الإكلينيكي للأعراض العصبية والنفسية، وأوضحت نتائج الدراسة أن متوسط النسبة الإجمالية لحصول الاعتداء الجنسي في العينة المدروسة بلغ 41%، 35% في الريف و49% في الحضر، كما حاولت الدراسة تحليل أسباب وملابسات هذه النسبة والاختلاف بين الريف والحضر، وأكدت الدراسة ما وصلت إليه الأبحاث العلمية من أن درجة الاعتداء الجنسي تتناسب طرديا مع درجة شدة الأعراض النفسية المترتبة عليها.
بعد ذلك قام الأستاذ الدكتور منير حسين فوزي بافتتاح المناقشة ثم بدأ الأستاذ الدكتور سعيد عبد العظيم بالحديث حيث استهل حديثه بتوضيح أهمية الرسالة وما تحمله الباحث من عناء في الإقدام على مثل هذا الموضوع الشائك في مجتمعنا، حيث تتميز كلية الطب جامعة الزقازيق بالبحوث الانتشارية على حد قوله، ثم تم استعراض الصعوبات التي واجهت الباحث أثناء إعداده للبحث وكيفية اختيار العينة ثم أوضح بعض الأخطاء التي لا بد من تصويبها والتي لا تقلل من قيمة أو أهمية الرسالة مثل عدم ترقيم الصفحات، وافتقاد الرسالة إلى الفهرسة، ثم تفضل سيادته بالحديث عن ضرورة إعداد مثل هذه البحوث التي لها من الأهمية ما يفيد في تصويب العديد الأفكار والمعتقدات التي تمس كيان المجتمع وأكد على القيمة العلمية للرسالة وكيف أنها سوف تكون مرجعاً هاماً للعديد من البحوث العلمية.
ثم تفضل الأستاذ الدكتور رفيق رضا عبد اللطيف بمناقشة الباحث كما أكد أيضا على أهمية الموضوع وقيمته في مجتمعنا وأهمية النتائج التي توصل إليها الباحث حيث أجريت الدراسة على عينة من طالبات الثانوي في كل من الريف والحضر بمحافظة الشرقية، وكان حجم العينة النهائية التي شاركت في الدراسة كان 263 طالبة، وأوضحت نتائج الدراسة أن متوسط النسبة الإجمالية لحصول الاعتداء الجنسي للعينة كلها بلغت41 % بمعدل 35 % في عينة الريف، و49 % في عينة الحضر.
كما ناقشت اللجنة أسباب وملابسات هذه النسبة، وكذلك الاختلاف بين الريف والحضر. ثم تناول الباحث توضيح أعراض الاعتلال النفسي الذي تعاني منه الفتيات ضحايا الاعتداء مقارنة بنتائج الأبحاث العلمية وأشار إلى ظهور أعراض الاعتلال الجنسي لدى بعض الفتيات اللاتي لم يتعرضن للاعتداء الجنسي وعبر عن اندهاشه وأنه لا بد من دراسة هذه الظاهرة في بحث منفصل قائما بذاته لما تحويه من أهمية. وقد أعربت لجنة المناقشة بالإجماع عن ارتفاع هذه النسبة مما يمثل ناقوس خطر على مجتمعنا وأوصت اللجنة بضرورة بحث هذه النسبة وإعداد بحوث علمية أخرى لمنع حدوث كارثة حقيقية في المجتمع المصري.
وفي الختام تناول الأستاذ الدكتور منير حسين فوزي توضيح بعض السلبيات النظرية، ثم أعلن توصيات اللجنة بضرورة مراجعة طباعة الرسالة لتصويب الأخطاء المطبعية وضرورة مراجعة النسب والجداول بحرص. ثم أعلن أن اللجنة وافقت على قبول الرسالة.
وما أجمله من حدث لطالما اشتقنا إليه منذ سنة 2001 موعد موافقة الجامعة على التسجيل يا دكتور أحمد ألف مبروك والعقبى في الأستاذية يا مستشارنا الغالي إن شاء الله.
ثم توجهنا بعد ذلك إلى مأدبة الغذاء التي أعدها الدكتور أحمد احتفالاً منه بقبول الرسالة، أدام الله عزكم
وفي الختام لا يسعني سوى أن أزف إليكم هذا الحدث الذي أثلج صدورنا ورفع من قدرنا وأنار لنا شمعة أكثر ضياء في مجانين.
واقرأ أيضاً:
قانا ...مذبحة إسرائيلية جديدة / مؤتمر حوار الحضارات / الرفق بالحيوان أصبح واجباً.... / يا جزمة الهنا يا ليتني كنت أنا