تعتعة الكبار بأغاني العيال (12) حقوق الإنسان
حقوق الإنسان: حق العَوَزانْ...إوعى يا بني تخاف تُعُوزْ (13)
(أغان للأطفال داخلنا)
أنا عايزْ،
أيوه عايزْ،
أيوه، من حقي أعوزْ،
دهْ ضروري، مِشْ يجوزْ.
واللي مِستغني يوسّعْ،
أو يأخذ بالهْ، ويسمعْ:
إوعى يا بني تخاف تعوزْ
إوعى تتردِّدْ، تبوظْ!!
آه تبوظ منّك تضيعْ
إيه حايفضل لما تيجي تشتري تلاقيك تبيعْ
آه تبيع روحك عشان ما جنابه يعطيك ما اللي عنده
مع إنهْ مِشْ بتاعه، ولا حتى هوّه عنده
...
إحنا بنعوز اللي نكبر بيه ونأخذ حقنا،
إحنا بنعوز اللي بيخلينا خلقة ربنا،
إحنا بنعوز بعضنا.
...
عوز وغامرْ
قول وخاطِـرْ
في الحقوقْ... ما فيش خواطرْ
احتفظْ يا بني بحقـك،
هوّ حقك واللي خلقك.
هوّ حقك، ......، من زمانْ.
راح تنوله ما دمت متمسّـكْ وناوي
مهما كانْ.
....
إوعى تنسى إنهمْ مشْ هُمَّا إلى اُّدهُولَكْ
إوعى تِسْتنَّى لِحَدْ ما يسمحولكْ
إوعَـى تتنازل لأنك مهما حاتحاوِل لا يمكن راح تطولهْ
ما هو ربك لما خلقك كان عشان إنَّك تنولهْ
وأنت خَذّتُهْ لمّا عُزْتُهْ قبل ما توصل لِحَدّهْ
راح يقولوا دا عملها غصب عنا، حدّ قدُّهْ !!
***
قالت البنت لأخيها: يا أخي المسألة أصبحت أصعب فأصعب، لقد فهمت حقوق الإنسان "اللي بحق وحقيق" بالعافية، لكن يبدو أن مسألة "حق العوزان" هذه حكاية وحدها
قال أخوها: أنا معك، ثم ماذا؟
قالـت: يبدو أن الحرمان والخوف من الإحباط قد جعل الناس يتنازلون أصلا عن حقهم الطبيعي فيما هو طبيعي، أصبح محظورا علينا، مجرد "أن نرغب"، حتى من داخلنا
قال: يبدو ذلك
قالت: معنا حق، إذن لماذا نرغب فيما لا يمكننا الحصول عليه
قال: هل تستطيعين أن تمنعينا من الشعور بالجوع، لمجرد أننا لن نحصل على طعام
قالت: وما فائدة أن يعوز الواحد منا مع "وقف التنفيذ"، حرام عليهم هي "تحنيسة" أم ماذا؟
قال: لا أحد يُسأل عن أسباب ما خلقة الله فينا، نحن نعوز الحياة، هذه هي كل الحكاية
قالت: بذمتك!، هل نحن "نعوز الحياة" فعلاً
قال: مع هذا الجاري في كل مكان، لا أظن، لقد تنازلوا عنها غباء و"توحشا"، وتنازلنا عنها قهراً وجبناً
قالت: لا تقلبها غمًّا يا أخي، حرام عليك، نحن في رمضان
قال: تصوري أنه خطر ببالي أننا نصوم رمضان لنتذكر كيف "نعوز الأكل والماء"، الصيام يشحذ وعْي العوزان بعد أن نكون قد ألهينا أنفسنا طول السنة بالتهام كل المتاح دون تميز
قالت: هل تريد أن تقول إن من يلتهم، لا يعرف كيف "يعوز"؟
قال: ليس عنده "وقت ليعوز" أصلاً
قالت: و"الفلوس"؟
قال: آه صحيح والفلوس!! لابد أن من عنده "فلوس" بالكوم، لم يعد يعرف طعم الفلوس نهائيا
قالت: لكنه ما زال يجمعها على حساب أي شيء، كيف يفعل ذلك وهو لا يعوزها
قال: هو يبتلعها قبل أن يعوزها، فلا يشبع أبداً
قالت: ثم ماذا؟
قال: لا أعرف
قالت: والبترول!؟
قال: خبرك أسود، أنت تقفزين فوق حواجز لا أعرف ما وراءها، ماله البترول؟
قالت: والحرية
قال: ردّي عليّ أولا، لماذا قلت البترول، أما الحرية فقد تنازلنا عنها، تحت كل الشعارات بما ذلك شعار الحرية
قالت: تنازلنا عن الحرية تحت شعار الحرية؟
قال: نعم
قالت: كيف؟
قال: يا شيخة أنت التي سمّعتيني أغنية الحرية من أغاني أختنا
قالت: بطل استعباطا، طلعت أغانينا نحن، أغاني أطفالنا داخلنا
قال: أنت تهربين، لم تردّي على سؤالي، ما هو قصدك حين قلت "والبترول"؟
قالت: إنهم يقتلون الملايين ويجوّعون الملايين ويشردون الباقيين، دون أن يعرفوا ما يريدونه لأنفسهم شخصيا، بشرا مثلنا
قال: صحيح ماذا يعوز هذا الدبليو –شخصيا– من كل هذا
قالت: وهل هو من جنس البشر؟ المهم نحن
قال: نحن ماذا؟
قالت: لا أعرف.
نشرت في الدستور 10-10-2007
اقرأ أيضا:
تعتعة سياسية: كرامة الناس.. وكرامة الحكومة! / تعتعة سياسية: اختبار الأحزاب بالرنين السياسي / في مواجهة انحراف الحضارات