أصر ولدي أن يذهب للسينما ويشاهد فيلما معينا لأنه بذل جهدا في المذاكرة طول الأسبوع، والعبد لله مريض وموجوع وكل حركة أقوم بها بحسابات وزوايا حتى لا تزداد علي آلامي، وحتى التليفون لا أرد عليه خوفا أن أسمع ما لا يسرني فيجتمع على الألم البدني والألم النفسي، ولكن مرغم أخاك لا بطل، ووعد الحر دين عليه!.
ذهبت وولدي وأمه لسينما جناكليس باسكندرية وهي من دور العرض الجديدة بجوار فتح الله مول، ووجدنا فيلم اسمه "عصابة الدكتور عمر"، ودخلناه بالشبه، وليس عندنا أي خلفية عنه إلا أن ياسمين عبد العزيز تمثل فيه، ومنذ أن كانت فتاة إعلانات من حوالي 17 سنة وأنا أتوقع لها مستقبلا كوميديا باهرا، ولكن نجوميتها تأخرت كثيرا، وهي موهبة حقيقية في التمثيل والآداء.
الفيلم عن العلاج السلوكي بالغمر، وفيه بعض جلسات العلاج الجمعي، والمفاجأة بالنسبة لي كانت البطولة أو دور الدكتور عمر نفسه الذي أجاده كوميديا مصطفى قمر، فهو الطبيب النفسي في الفيلم الذي يقوم بممارسة العلاج ولكن ربنا يسترها مع عبيده، وأظن مصطفى قمر أجاد في تمثيل الدور لدرجة تجعلني أقول له انتبه وركز في التمثيل "وطناش" على الغناء، وهذا هو حتى إحساسي عند مشاهدتي لبعض أفلامه السابقة مثل فيلمه حريم كريم، ومصطفى قمر عندما أراه أتذكر مباشرة رسائل الماجستر والدكتوراه وكتابة الأبحاث، وذلك لأن والديه هم من كانوا ومازالوا يقومون بتصوير النسخ النهائية لي من تلك الأبحاث، وذلك قبل تقديمها للجان التقويم المختلفة، وهذا هو الارتباط الشرطي بين عائلة قمر وبين عملي الأكاديمي.
نعود للفيلم الذي هو كوميديا مستمرة من الضحك، ومواقف لا تملك إلا أن تقول فيها يارب سلِّم!، ولكن رغم الدقة والبساطة في كتابة السيناريو إلا أن الكاتب أو المخرج -لا أدري من المسئول منهما- يؤخذ عليه زواج الدكتور عمر وأستاذه من مريضتين في الفيلم -يقومان بعلاج كلتاهما- وهذا لا يصح من باب آداب مهنة الطب النفسي، لأن الطبيب يكون متعرفا على مريضته في ظروف تعاني فيها المريضة أيا كانت من الانكسار والضعف، وهذه ليست الظروف الطبيعية التي يتقدم فيها رجل لطلب يد سيدة.
أنصحكم بمشاهدة الفيلم –لمن يحب أن يضحك- ولنرى ماذا سيكون رأيكم دام فضلكم؟!.
واقرأ أيضاً:
معلومة تهمك في رمضان / العالم في النصف قرن القادم1