مطار دبي الدولي Dubai International Airport :
لم يمهلني القدر طويلا وأنا أشكر للقائمين على الأمر في مطار دبي نظامهم وسلاستهم.... ذلك أنني كنت غارقا في تأملي للنظام المحكم والإنساني المؤدب بشكل كبير فرغم أن أعدادا غفيرة من القادمين إلى دبي كانوا واقفين في انتظار خاتم ضابط الجوازات حتى كان عدد الطوابير 36 طابورا.... رغم ذلك لم أشعر أبدا بالضيق من الانتظار ولا عبر أحدهم دون الوقوف في الطابور –وهذه هي القاعدة في بلدي مصر- ... لا بل لاحظت أن ثلاثة من موظفي الجوازات يمرون أمام الطوابير جيئة وذهابا لمساعدة من يحتاج مساعدة وأعجبني أن إحدى الطاولات كانت شاغرة ليس لأن الموظف غائب بل من أجل إنجاز أي مشكلة تطرأ في بيانات أحد الداخلين بحيث لا يتعطل سير الطابور... كم هو رائع هذا النظام يا دبي.... وبدا لي أن من الممكن فعلا أن تكون هناك دولة عربية منظمة –طبعا باستثناء مصر لأنها عصية على أي انضباط-................... ومن بين هذه التأملات التي ملأت رأسي أثناء انتظار الحقائب وحتى لحظة الخروج من البوابة الأخيرة... عندها فقط حدث ما يضايق عن جد... حيث كان حظي أن اختارني الموظف للتفتيش الذاتي وحدي من بين المجموعة كلها... كان الأمر مفاجئا وغريبا ولم أكن أعرف ما الذي جعلني محل شك؟؟؟
على أي حال لم أبدِ كثيرا من التذمر لأنني أحببت أن أجرب والحقيقة أن من قام بتفتيشي كان غاية في الأدب.... كان مبتسما رغم تناقض ذلك مع الموقف ووجدته يعتذر لي قبل أن يكمل التفتيش ويقول لي هو مجرد انتقاء عشوائي يا سيدي... قلت له إذن أكمل التفتيش وعندما انتهى بعد حوالي 4 دقائق على الأكثر سألت الموظف الذي اختارني فكان رده أيضًا أنه انتقاء عشوائي... فقلت له على أي حال لم تتمكنوا من اكتشاف المتفجرات التي أحملها في صدري... إنه قلبي يا سيدي هو القنبلة ولا تتعرف عليه أجهزتكم!
بالطبع كان الأمر بمثابة الفكاهة بالنسبة لزملائي... وكان ردي هو أن قلبي يحوي كثيرا من المتفجرات ومزاجي ربما إرهابي بالفطرة،.... خرجت بعد ذلك من المطار وبدأت رحلة تأمل الجمال والنظام والزحام في دبي.... فرغم أنها المرة الثانية التي أزور فيها دبي إلا أنني في المرة الأولى لم أستطع من فرط قلقي أن أستمتع بأي شيء وسبب القلق كان توقيت الرحلة الذي جاء قبل لجنة الترقية إلى أستاذ، هذه المرة لم يكن لدي أمرٌ شخصي أقلق بشأنه.
محمد رفاعي Mohammad Refaei
وصلنا إلى الفندق ومر كل شيء سهلا..... وإن هي إلا سويعة وجاءني أخي الأصغر الباشمهنصيدلي محمد رفاعي... صائحا إزيك وازيك... إزيك يا دكتورنا.... أوحشتني يا رفاعي وأخذني في سيارته لممارسة النشاط الذي يكاد يكون وحيدا –باستثناء الحرام- وهو الشراء... كنت بحاجة إلى كومبيوتر محمول بعد أن اقتبس ابني الأكبر طارق أحد جهازي مجانين.... وبالفعل اشتريناه ثم أخذني إلى أحد المتاجر المتوحشة (التي تسمى مول) لأشتري منه فاكهة أي والله لا أكثر فأنا غالبا ما أفضل الفاكهة في العشاء... وأوصلني رفاعي إلى الفندق على وعد بلقاء في الغد الجمعة بعد الصلاة ليضبط لي الجهاز الجديد وهو عادة يحمل معه قرصا صلبا عليه كل ما يحتاج مثلي من برامج.....
وفي الغد بالفعل جاء رفاعي لكن القرص الصلب لم يعمل لأن الكبلَ تالف..... خير خرجنا وتسوقنا من محال البيع المتوحشة التي تسمى "مولات" وفيما نحن هناك غَذَّاني رفاعي طعاما لبنانيا رائعا... -جزاه الله خيرا- وأنا نادرا ما أتناول الغذاء.... لكن لا أملك قدرة لرفض استضافة رفاعي لي ولو في السوق المركزي لدبي –قصدي مكان فضيحة ثقافية عولمية في منتهى الانفتاح-... ما علينا تغذينا.... وضيع رفاعي العصر معي –وأنا طبعا مصلي الظهر والعصر جمع تقديم قصرا- فاسألوا الله له المغفرة واسألوها لي فلم أذكر إلا وقد سمعت صوت المغرب بعدما خرجنا من السوق المغلف،... ربنا لا تؤاخنا إن نسينا أو أخطأنا.
ويتبع >>>>>>>: مع الجميلة دبي لثاني مرة2
واقرأ أيضاً:
عقلاء الشارع أخطر من المجانين مشاركة / فقه الإنترنت أكمل يا ابن حشيش