ما زالت كتابة مقال سياسي بشكل مباشر، وفي الدستور، عصية على قلمي، كلما أمسكت لأعود إلى ما اعتدته سنوات توقف قلمي مثل "البغلة الحَرْنة"، (تعبير البغلة الحَرْنة في بلدنا، هو أول ما أوصل لي معنى "العصيان المدني"، ثم "إضراب التباطؤ"). أهدهده، وأرجوه، وأحايله بلا فائدة، أستبدل به غيره، فلا يخون صاحبه ويحرن بدوره، أنتظر وأدعوه للتفاوض، فيكاد يقنعني منطقه.
يحتج قلمي وهو يسألني: ماذا يكتب - بشكل مباشر - بعد سنة ونصف تقريبا؟ هل يكتب عن مصر التي دخلت عالم الدول الذرية، أم عن إعادة انتخاب الرئيس – متعه الله بالصحة– رئيسا للحزب الوطني، أم عن تصريح نجله الشاب الواعد عن أن "ترشيحات للرئاسة" ينظمها الدستور؟ (مفاجأة!!!)، هل يكتب عن أحكام السجن لصحفيين شرفاء، أم عن البلطجة في انتخابات الجامعة؟ كل المواضيع كتبت فيها كل الآراء، قلت له: (لقلمي) عندك حق، لا جديد، وحيث لا جديد، فلا دهشة، وحيث لا دهشة، لا حياة، مع ذلك .... قاطعني: هل تذكر مقال "فضيلة الدهشة" التي نشرتها في الأهرام في أوائل الثمانينات، قلت: طبعا قال: طيب ومقالك "عن الصوفية والفطرة والتركيب البشري" الذي نشرته في موقعك، قلت: ماله؟ قال: ألم تضمنه أغنية بين طفلين عن الدهشة وربنا؟ قلت: حصل، قال: أليس قراء الدستور أوْلى من الخمسة ستة الذين يراسلونك في موقعك، قلت: أوافقك على شرط تطاوعني ونكتب مقالا مباشرا المرة القادمة حتى لو طلع ماسخا، قال راقصا راجِزًا: ربنا يسهل، ومضى يغنّي:
* شفت يا بني البرتقانة؟
ـ شفتهاَ
* بس دي مش برتقانةْ
ـ أيوهْ عارفْ.
* تبقى إيهْ ؟
ـ تبقى هيّهْ البرتقانهْ
* يعني إيهْ ؟
ـ يعني هيهْ زي دكههْ، بس لأْ: مش زي دكههْ.
* ما انا عارفْ، بس قول لي: يعني إيهْ؟
ـ يعني تِسْكتْ.
* طبْ سكتْ.
ـ إنت ساكتْ وانت عارفْ! ولاّ خايف إنَّي شايفْ؟
* ما انت عارف إن خوفنا مالجديد، هوّا بيقرب لنا الحاجة البعيد
ـ قومْ تشوفْها ازاي بقى؟
* قوْم أشوفها جوّا مني، بس برضُهْ برّه عني.
ـ يعني إيه؟
* يعني أشوفها كل مرّة زي ما أكون باخترعها
ـ يعني إيه ؟
* جرى إيه!! ! هوَّا انا "بابا" قُصادك؟
ـ هوّا بابا بيعمل ايه؟
* بابا بيجاوب عليّا قبل ما اسأل أي حاجة.
ـ يعني إيه ؟
* لسّه برضه تقول لي تاني "يعني إيه"!!
ـ تيجي يابني نقول لبابا "يندهش" كدا زينا
* لأ يا عم
ـ لأَّه ليه؟
* بابا لو إنه "اندهش" حايطب "ساكت"
ـ يانهار اسود
* لأ، ولسّه....
ـ لسّه إيه ؟
* لأ ،.. خلاصْ.
ـ ما خلاصشي لسّه.
* أيوه فعلا، طول ما إحنا "بنندهش" "ما خلاصشي لسّه"،
ـ يا حلاوة.
* ياحلاوهْ لو بقوا كدا زيّنا !!
ـ همّا مين؟
* هما كل الخوّافين
ـ يعني مين؟
* إللي "بيجاوبوا" بِـدَال ما يشوفوا إحنا شفنا إيه
ـ وانت عايز منهم ايه؟
* يعني لو سمحوا كدا كام حبّة نونو، كنا نكبر زي خلقةْ ربنا
ـ آه صحيح، يبقى ممكن إننا.. ...، ولاّ بلاش
* خُفت ليه؟
ـ أصل أنا كنت حاقول : كنا ممكن إننا نشوف ربنا، قصدي يعني نحبّه جدا.
* يعني إيه؟
ـ إللي يعرف يندهش يوصلّه فعلا
* لما يبقى حـر جدّأ، مش كده؟
ـ حر تاني !!!!؟
* قصدي يعني زي ما قلنا هناك
ـ قول ياربّ
* بس حاسبْ يسمعونا
ـ طبْ خلاصْ
نشرت في الدستور بتاريخ 21-11-2007
اقرأ أيضا:
فضيلة الدهشة / ما هو لازم إني أزعل!! أغنية للكبار خارجنا.... / توتا توتا، واهي خلصت مني الحدوتة!