كان واحد من الناس مشاركة1
أرسل محمد علي حشيش (37 سنة، مهندس، مصر) يقول:
كان واحد من الناس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الأخت العزيزة المناضلة.. أولا أحيي نضالك والذي هو نموذج لنضال الكثيرات يحاولن النضال وتحويل العجز إلى حرية.
اعذريني إذا ما كانت مشاركتي سوف تأخذ جانب مختلف عن متن الموضوع أو بالأحرى وجهة نظر خاصة وهذا كوني أعترض دائما على الربط بين المجتمع المنتج وبين شغل الإبرة والحياكة وخلافة والذي يتحدث بها الكثيرون عند الحديث عن سمات المجتمع المنتج وأعلم تماما أنه المقصود أنها شيء أفضل من لا شيء وإن هذا الإنتاج قد يوفر الكثير بدلا من الاستهلاك وفقط.
ولكن اعتراضي له وجاهته، أعتقد أنه سوف يبذل مجهود لا يستهان به لتدريب الناس على هذه الأشغال؟ وكذلك تحفيز وتشجيع وتوجيه وسائل إعلامية لجعل المجتمع يتغير ويحاول الإنتاج. في حين أنني لا أرى أن هذا يجدي، كون أن الفئات التي قد تستطيع العمل في هذه الأشغال تحاول وحدها البحث وتحاول إيجاد من يساعدها في البدء بهذه الأنشطة ولكن للأسف يقف الكثيرين أمامهم (أي أنني مع الأخ المهندس الذي علق المشكلة على الأغنياء) نعم هي إحدى المشاكل.
ولا أرى أن الإنتاج يجب أن يكون متواضع، كون أن الكثيرين ينظرون لفئات الشعب على أنهم فئات متواضعة وللأسف الشديد أرى أن الكثيرين من المثقفين (خصوصا أنهم يعتبرون أنفسهم الطبقة الوسطى والتي تجعلها ثقافتهم ضمن هذه الطبقة) ينظرون لمن دونهم (الطبقة السفلى) على أنهم فئات كبيرة العدد ولا إنتاج لديهم ولا أمل في صلاحهم ويجب عند الحديث عن إنتاجهم يكون في حدود إمكانيتهم المتواضعة وينظرون لمن هم أعلى (الطبقة العليا) أنهم طبقة غنية بطريقة فاحشة ولا يهمهم أمر المجتمع ولا الدولة ولا شيء ولا فائدة في صلاحهم أيضا لأنهم ليسوا في حاجة لتغيير أي شيء فهم المستفيدون من كل ما هو عليه المجتمع.
وينسون أنفسهم وينسون هذه الطبقة الوسطى أنها كونها المثقفين أن عليها حمل ثقيل أول السطر به أنها يجب أن تتصالح مع الفئتين وتتساوى معهم ولا تتعالى على من دونهم ولا تتصاغر أمام من هم أعلى.
وعندما يتحدث عن الإنتاج يوجد الكثير من الأفكار والمشاريع الإنتاجية ولكن تحتاج لتغيير فكر كلا من الطبقتين العليا والسفلى لتتعاون وكذلك تحتاج إيمان الطبقة الوسطى بالتوسط بين الطبقتين. وحتى لا أكون بعيد عن الواقع سوف أعطي بعض الأمثلة البسيطة لشكل من أشكال الإنتاج الغير متواضع والذي من الممكن أن يغير شكل المجتمع، صناعة البرمجيات مثلا، يؤيد في مصر الكثيرين والكثيرين من المبرمجين ولكن لا يستفاد منهم والسبب أنه لا يوجد مشروع منتج متكامل، فهم يعملون فرادى في شركات رأسمالية صغيرة أو كبيرة (لمالكها)، ماذا لو تبنى من يريد تثقيف المجتمع بالمجتمع المنتج ويريد تثقيفه لإنتاج شغل الإبرة، أعتقد أنه يمكنه تثقيفه لإنتاج صناعة البرمجيات، نعم نحتاج لمن يقوم بالتسويق وهذه هي نفسها من سوف كانت تعمل عمل أشغال الإبرة، نريد من يكتب كتيبات تشغيل البرامج وهذا يمكن لمن كان سوف يعمل على عمل "المربات والمخللات" ونريد من ينتج أغلفة وهذا يتطلب نظرة فنية قوية تستطيع من تصمم التريكو بأن تصمم غلاف... ليس صناعة البرمجيات حكر على المبرمجين، ونأتي للمبرمجين لو اقتنع الأغنياء لقاموا بعمل شركة أو مؤسسة ضخمة تضمن 100 مبرمج وليس 2 أو 3 ليعملوا ما هو أعظم من ميكروسوفت وأخواتها، نحن نملك الإيمان بالله مسلمين ومسيحيين وهم لا يملكوا سوى الإيمان بالمال.
ما ذكرته كان مثال على أنواع إنتاج نجحت دول مثل الهند لتعبر به من أزماتها. يوجد كثير من المشاريع لو درست على أنها المنقذ فلسوف تنقذنا ومنها صناعات المحركات مثل السيارات وغيرها ولكنها ليست بالطريقة التي تدار بها أمورنا الآن، فهناك الكثير من المهندسين العالميين بخبايا الصناعات ويمكن الاستفادة منهم ولكن لا يوجد من ينادي بالناس أو يقوم بمساعدة هؤلاء الذين اتخذوا الظل مكان لهم عندما لم يجدوا مجال.
للأسف من الصعب أن تجتمع المهارات الفنية والهندسية مثلا مع المهارات الإعلامية وبالتالي قد لا يسمع صوت هؤلاء.
لذلك أتمنى من يتحدث عن الإنتاج ويريد نهضة لمجتمع أن يكون أكثر تفاؤلا ويكون طموح فإن لم يكن بالطموح الزائد عن قدراته هو شخصية فعلى الأقل يتكلم بطموحه هو الشخصي وليس بلسان حال الأضعف منه.
أتمنى أن لا أكون أطلت وشكرا لكم.
ردا على المهندس محمد على حشيش؛
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك كثيرا على مشاركتك القيمة وحقا تحتوي على أفكار أكثر من رائعة أشكرك عليها كثيرا وددت أن أشير أن البداية يمكن أن تكون بسيطة حلمي أن نتجمع ونساهم بعمل بنك إسلامي حقيقي يكون هدفه الأساسي هو تمويل المشروعات الصغيرة بإعطاء قروض تتراوح بين خمسة ألاف وعشرة ألاف جنية يتم بها البدء بعمل مشروعات صغيرة فمثلا لعب الأطفال البسيطة لماذا يتم استيرادها من الصين وكذلك فوانيس رمضان، السبح، سجاد الصلاة لماذا نستورد كل ذلك؟ كذلك الأعمال اليدوية والتدريب على صناعة العقاد وشغل الحديد المشغول ومنتجات خان الخليلي لماذا لا نغزوا العالم بإنتاجنا.
كنت أتحدث عن فئة معينة لم تنل حظ كافي من التعليم فلا بد أن نوفر لها مهن تتناسب مع إمكانيتها، أما العمل فأنا أراه عبادة ويجب حقا أن تتغير نظرة المجتمع إلى الأعمال الحرفية، كذلك أرى أنا أفكارك الخاصة بصناعة البرمجيات شيء رائع ليت الأغنياء يلقون نظرة على مثل هذه الأفكار فيفيدوا ويستفيدوا.
ولكن لن ننتظر حتى يتحقق هذا كما قلت ليتنا نعمل بنك إسلامي ونطرح أسهمه للاكتتاب الشعبي نكون أنا وأنت ونحن جميعا شركاء فيه برؤوس أموالنا ليمول مشروعاتنا بدون فائدة، ليت الحلم يتحقق فنرى غدا أفضل لوطننا ومكانة هو جدير بها حقا.
سعدت بمشاركتك القيمة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويتبع >>>>: كان واحد من الناس م. مشاركة2
واقرأ أيضًا:
تحقيق اللاشيء / مناضلة وعزت القمحاوي......والبرئ / خيط الحكاية