هل فيه فرق بين الزحمة والانشغال؟ هل احنا مزحومين بالأعمال والمهام والمهمات اللي علينا كل يوم ولا احنا متخلبطين فمش شايفين غير نفسنا وهمومنا؟ صحيح كلنا مشغولين بحالنا وبأحوالنا وبنتعمس في همومنا وأمورنا، فيه كثير طبعا من هذا الزحام أمر طبيعي ومنطقي، لكن المسألة تبقى صعبة وحزينة لو كان كل واحد فينا مزحوم بنفسه ومشغول جوه همومه بينما لا يتمكن من تنظيم أحواله ولا تجديد نفسه ولا مراجعة ما حوله ولا التنبه لما يجري أمامه ووراءه، وبيبقى الوضع مثيرا للشفقة للقلق لما ننسى نفسنا من الشغل والانشغال وننسى كمان الآخرين ولا نعطيهم ما يستحقون من رعاية ومن اهتمام ومن مشاركة ومن تضامن ودعم نفسي، وأساسا الآخرون دول همه أهله وأولاده زوجته زملاؤه جيرانه بلده، يا ترى هل أنت من هذا النوع الذي ينسى نفسه وتنسيه نفسه كذلك أهله ومن حوله لدرجة أننا نتحرج لو اتسألنا أو سألنا بتشوف أهلك كل قد إيه؟
أوعوا توهمكم الحياة إنها تستحق التفرغ لنفسك وعملك، اوعي تصدق إن الجري وراء الرزق والسعي للمنصب وللنجاح ممكن يشغلوك عن نفسك وعن أهلك وعن محيطك، لا أحد يستطيع أن يعيش بدون محيط آمن، خذها مني نظرية وصدقني لا وجود و لا حياة ولا سعادة ولا استمرار في الحياة إلا بوجود المحيط الآمن، اللي تقدر تعوم فيه ويوم ما تحس بالغرق تلاقي ألف يد تتمد، محيط بلا أسماك قرش ولا حيتان، محيط الأهل وصلة الدم والأصدقاء اللي زي الأخوات، محيط ضفته وبر أمانه صدر أمك ساعة القلق والحزن، وكتف أبوك لحظة الأزمة والنصيحة، التفكير في النفس ضرورة لكن الانشغال بالذات حتى الزحام مشكلة، الاهتمام بعاطفتك بمشاعرك باحتياجاتك عنصر مهم للغاية في الحياة لكن الاستغراق فيها مشكلة تمنعك عن التواصل مع المحيط الآمن.
الطبيب النفسي الفرنسي "جون لويس شرايبر". يقدم لنا بعض العادات الخاطئة التي لو تخلينا عنها لاستطعنا تنظيم وقتنا مما يجعلنا أقل توترا.
- نقوم بالمهام التي تعجبنا قبل التي لا تعجبنا.
- نقوم بالمهام التي لا تأخذ وقتا طويلا قبل تلك التي تحتاج إلى وقت أطول - المهام السهلة قبل المهام الصعبة.
- التي نعرف كيف نتمها قبل الأشياء الجديدة علينا.
- المهام العاجلة قبل المهام المهمة حقا.
- التي يطلبها منا الآخرون قبل التي حددنا القيام بها .
- نتفرغ للذين يقاطعوننا أكثر ما نتفرغ لأولاوياتنا
- نرتب المشكلات التي تقابلنا على حسب الترتيب الذي تقع فيه وليس على حسب أهميتها.
- إذا هناك أشخاص يعتمدون علينا سواء كانوا أطفالنا أو زبائنا فنحن نهتم بمن له صوت أعلى ممن له طلب أهم. لكن هناك أيضا من يقوم بمسؤلياته بشكل خاطئ يعيقه ويسبب له التوتر والزحام .هل كلنا هذا الشخص أحيانا؟
اقرأ أيضاً:
لو كنت محبوبا بين الناس؟ مشاركة/ المسامح كريم.. ولكن