الإدارة الأمريكية للدين العالمي الجديد (1من 2)
قال عمر (حفيدي/صديقي): لم تقل لي حتى الآن: ما رأي حضرتك كيف يدرّس الدين في المدارس؟. ووددت لو أني قلت له: وماذا يفيد أن أبدي لك رأيي في تدريس أي شيء: الدين أم الجغرافيا أم حساب المثلثات؟ لا أحد يأخذ برأي أحد، وهل هم أخذوا رأي أحد في الابتدائي "أبو خمس سنوات" ثم "أبو ستة" وبالعكس، أو في عك الثانوية العامة (رايح-جي)، ماذا يفيد رأي أي أحد في تدريس أي حاجة، أو في أي حاجة، نحن ننتظر رأي المشايخ في الدين لا رأي ربنا، وتوجيهات الرئيس في السياسة لا توجيهات الناس واحتياجاتهم، ولا حتى الوزراء، قال لي عمر ينبهني، لم تجبني يا جدّي، كيف يدرّس الدين؟ انتبهت أن أكثر من نصف الرد لا يخرج ألفاظاً. قلت: ماذا تعني؟ قال: هل الأفضل أن يفصلوا المسلمين عن المسيحيين في حصص الدين؟
قلت له: لا طبعا، وإلا نحن لن ندرس الدين وإنما سنعلم الأولاد مزيدا من الكذب والنفاق؟ ماذا سيقول مدرس مسلم لتلاميذ مسيحيين عن دينهم؟ وماذا سيقول مدرس مسيحي لتلاميذ المسلمين، ماذا سيدرّسون؟ قال: يدرسون الأسس العامة للدين، المناطق المشتركة في كل الأديان، قلت له من قال لك أن هذا هو الدين؟ هذه إما فلسفة الأديان، أو مبادئ الأخلاق التي يباركها ربنا أو لا يباركها، على كل فريق أن يعرف أفضل ما في دينه، ثم يتعلم كيف يتحمل مسئولية اختلافه مع الآخر، وقواعد العيش معه باحترام، أما أن يختزل الدين إلى تلك الشائعات الدمثة الجوفاء مثل: "مادمت لا أضر الناس"، فأنا متدين، مادمت حلو وطيب، فأنا متدين، إننا بهذا الهرب المستورد، نترك تدريس الدين لمن "لا نعرفه"، وربما لمن "لا يعرفه"، سواء في البيوت أو دور العبادة.
ثم سرحت: بعيدا عن عمر وأنا أتذكر موقفي مع إحدى بناتي -زميلاتي تلميذاتي- مسيحية هي، ونحن الاثنان مهتمان بمريض صعب جدا جدا، وكأننا بما نفعل نحيي ميتا، أسألها: أبعد كل هذا يا فلانة ترضين أن تدخليني النار؟ فتقول بلا تردد: "مستحيل"، فأقول لها: لا يا شيخه؟. وماذا يقول لك أبونا في الكنيسة، فتخجل أن ترد، وتبتسم وتفضل أن تعتبرني أمزح، فأواصل: أليس من الصعب ونحن نعمل هذا العمل المشترك الذي لا يعلم حقيقته إلا الله، ونحن نحيي هذا الذي أضاع نفسه حتى مات أو كاد، هل من المعقول أن نجد أنفسنا أنت وأنا، -هناك- كل واحد في ناحية؟ ألن أصعب عليك؟ فتقول: "أنا متأكدة أن حضرتك .."، وتتوقف، يخيل إلي أنها منعت نفسها عن الكذب أو الفتوى أو الشفاعة وأظن أنها خجلت أن تسألني، "وهل حضرتك سوف تتركني أذهب إلى النار لأني على غير دينك برغم ما نفعله معا الآن؟..
أفيق على سؤال عمر: أين ذهبتَ يا جدي أجبني؟ أقول له يا عمر يا صديقي أنا أخشى أن يكون وراء هذا البحث دعوة خفية ليتنازل كل صاحب دين عن دينه، وهو يمارس بعض الأسس العامة المائعة في العلن، بينما يخطط لقتل وإبادة وتطهير عرقي لكل من يخالف دينه، في داخل نفسه أو إرهابا، أو حربا استباقية، هل تعرف يا عمر من يحكم أمريكا الآن؟ إنهم الأصوليون القتلة خدام الشركات والمال؟ قال عمر سرحت ثانية يا جدي لم تجبْني، قلت: أعتقد أنهم يروّجون هذه الدعاوى المشتركة ليتنازل كل صاحب دين عن دينه، ثم يمارس الأقوى أسوأ ما في دينه تحت اسم آخر، يقتل به الناس، ويسمم البيئة، يسخر المال لمزيد من المال، قال عمر كأنه يوقظني: لم تجبْني: قلت: يذكرني ما يفعلونه الآن بمثل هذا البحث، وهذه الأسئلة بالتحكيم بين علي ومعاوية رضي الله عنهما بواسطة عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري، قال ما هذا يا جدي؟ ما علاقة هذا بذاك؟ قلت: حاضر حاضر، لكن المساحة انتهت، تُرَى هل يسمحون أن نكمل الأسبوع القادم ونجعلها 2 من 3 بدلا من 2 – 2 .
قال: إيش عرفني؟ هل يمكن أن نخدعهم ونغير العنوان؟
قلت: والله فكرة!
نشرت في الدستور بتاريخ 19-12-2007
اقرأ أيضا:
ما هو لازم إني أزعل!! أغنية للكبار خارجنا.... / الدهشة طريق إلى الله / غسيل المخ.. والوعي البشري الجماعي الجديد