قنوات الدجل والشعوذة
أرسل الأستاذ عوني الحوفي (مدير بجامعة الإسكندرية سابقاً, 68 سنة، مصر) يقول
أستاذنا الدكتور وائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: عن ابنتنا مروة الصحفية الواعدة والصاعدة وأسئلتها لكم عن التحقيق الصحفي الذي تعده عن قنوات الدجل والشعوذة.
أقول لها: ما هكذا تورد الإبل، فعند تناول هذا التحقيق ينبغي أن تذاكري موضوعك جيداً، فأسهل الأمور أن تتوجهي للأساتذة الكبار في هذا الاختصاص سواءً باللقاء المباشر أو بالتليفون بهذه الأسئلة المعتادة وتنقلين الردود وتصيغين الموضوع.
فهكذا نرى جميع التحقيقات الصحفية عادة، لكنك إذا تمحصت موضوعك وعرفت أبعاده ودوافعه، أسبابه ونتائجه، فإنك لا شك ستعالجينه بأسلوب مختلف.
فأصحاب القنوات الفضائية لا يهمهم سوى هدف واحد هو جمع الأموال من الغلابة والبسطاء من الناس، يشاركهم في ذلك شركات الاتصالات والمرتزقة من أشباه المشايخ فيلجئون إلى أشباه المشايخ هؤلاء من محبي الظهور وأصحاب الحظ القليل من المعرفة بالدين والعلم ويسخرونهم في الإفتاء في هذه الخرافات والخزعبلات التي تشد الناس لمعرفة الغيب وقراءة الطالع والوقاية من الحسد ومن شياطين الإنس والجن وتفسير الأحلام وغير ذلك مما يتنافى مع الإيمان بالقدر خيره وشره واستئثار ربنا سبحانه وتعالى بعلم الغيب -وما تدرى نفس ما تكسب غداً أو بأي أرض تموت-.
أقول إن هؤلاء القوم لا يهمهم في قليل أو كثير نشر الجهل وانتشار الخرافات والخزعبلات بين الناس، بل وانحدار الأمة كلها إلى التخلف والجاهلية، بل همهم الأوحد كم يتكسبون من وراء ذلك بعدد الاتصالات الهاتفية وسعر الدقيقة فيها بجنيه ونصف موزع بينهم وبين شركة الاتصالات وليذهب الجميع بعد ذلك إلى الجحيم، ومعالجة الموضوع إعلاميا بالمنظور الذي اتبعته الابنة العزيزة إنما يساعد هؤلاء على نشر الموضوع وتناوله وتضخيمه فتخدمهم من حيث لا تشعر وليس هذا بدور الإعلام المستنير.
الواجب أولا يا مروة أن تكشفي هدف أصحاب هذه القنوات والمستفيدين من ورائهم كأشباه المشايخ وشركات الاتصالات، ثم تكون أسئلتك لكبار الأساتذة والعلماء عن كيفية تبصير العامة بأن هذا الدجل وتلك الخرافات ينبغي ألا نلتفت إليها ولا نلقى لها بالاً لأنها لا تجر إلا إلى الهلاك والجهل والتخلف.
فهكذا ينبغي أن يكون تحقيقك الصحفي إيجابياً وهادفًا وليس سطحيا ونمطياً كسائر التحقيقات المسلوقة التي تسوّد صفحات الجريدة وتزين باسمك عليها والسلام، فإذا كنا قديماً نعلق هذه الأخطاء والخطايا على مشجب الغرب ومؤامرات الاستعمار فإنه سلمنا إلى أنفسنا لنقوم بتدمير أمتنا والإبقاء على تخلفها، فهل نحن فاعلون؟.
واقرأ أيضاً:
مشكلة الابن الأوسط / سر الرقم 19 في القرآن الكريم