ما إن وقعت عيناي عليه حتى تجمدت أطرافي وتعلق نظري به وتسمرت قدماي في الأرض ولم أقوَ على الحراك..
من يكون.. أطلقت صرخة مكتومة من داخلي أناديه: من أنت
كأنه هو
هل ما أراه حقيقة أم هو الشوق الذي جعلني أراه في وجوه كل البشر
أقريب له، ولكن ما الذي سيأتي به إلى هنا!
أهي الأقدار مرة أخرى؟!!
قصة تخيلتها وصدقتها وعشت تفاصيلها حتى علمت أنه لا صلة بينهما، كالعادة أراه حولي في كل يوم وفي كل فكرة وكل خاطرة وكل موقف، لا يفتأ يتركني، و...... وها هي الأقدار تجرني لأتحدث لذاك الشبيه، وما أصعبه من حوار تتحدث فيه وأنت ترى شخصاً آخر، جسد بروح إنسان غائب عنك، تتمنى لو تراه الآن أمامك بدلاً من أن تتخيل مجرد تخيل أنك تحادثه.
ما هذا التشابه... ألهذه الدرجة؟!!
كنت أراه كل يوم وأهرب من عيناه حتى لا يضطرني للحديث معه.. تعبت نفسي، فمتى يرحل، أجل.. تمنيت رحيله فلم أعد أقو على رؤيته، حتى جاء يوم الرحيل فشغلت نفسي وأغرقت تفكيري وابتعدت حتى لا أشهد تلك اللحظة.
رحل الشبيه الذي شعرت برحيله كأنه "هو" الذي يرحل.. هو كأن تلك الأيام التي مضت تعود من جديد.
ومر عام
وإذا بي ألتقي بآخر.. ولكن هذا الآخر أشد شبهاً،
هذه المرة هزتني بعنف،
هذه المرة كانت أقوى،
تعاملي معه كان ملزماً لي لا أستطيع أن أوقفه،
أراه كثيراً،
أراه شبيهاً له رغم اختلافات بسيطة في الجسم والعينين،
إلا أنني اعتقد أن كلاهما متشابه، أو أنني أريد أن أراهما كذلك.
أقابله فيستقبلني بابتسامة رائعة.. ذكرتني بتلك الابتسامة الهادئة الواثقة... كأنها هي،
أجلس أمامه أنظر له... كأنني أراه،
كأنه هو،
قامته، طريقة وقفته، أناقته الواضحة... يوم أن رأيته باللون الأزرق ارتعش قلبي لذاك المنظر.
كأنه هو.
كان الأزرق يزيده أناقة وجمالاً،
كان كنجوم السينما،
أراه الآن يضع يده في جيبه... مثله،
هاتفه المحمول في جراب علقه في حزامه على جانبه اليمين، مثله
حتى نظارته التي لا يرتديها كثيراً،
حركته الخفيفة.. طريقة حديثه
يناديني باسمي فيطير قلبي فرحاً... لا لشيء سوى أنه...... كأنه هو،
ياليته هو.
ما هذا الشبه؟ ما هذا العجب؟
(يخلق م الشبه أربعين) ... هذا هو حالي وقد شاهدت اثنان منهم، فما بالي لو رأيت الثمانية والثلاثين الآخرين
واقرأ أيضاً:
رمضان،، قبل ما تمشي خد تعالى أما أقولك / كبسة