هل تراك فكرت يوما في مشاعر من يوشك على الغرق حين يمتد الماء أمام عينيه إلى ما لا نهاية، حين لا تلامس قدماه اليابسة وكل ما يبقي رأسه مرفوعة هو قوة ذراعيه اللذين يضرب بهما الماء ليبقي رأسه مرفوعة، ليلتقط أنفاسه وهو يدعو الله أن تأتيه النجدة وسط هذه الزرقة اللا متناهية؟؟
ولكن ماذا إذا خارت قواه ورأى أن الاستسلام رغم أنه يفضي إلى الموت إلا أنه نهاية سعيدة لآلامه؟؟؟؟ ألام من ينتظر النجدة التي قد تأتي أو لا تأتي.... حينها يكون الاستسلام للغرق شعورا لطيفا!!, فهل هذا حقا هو ما وصلنا إليه هل استسلمنا فغرقنا في بحر من البلادة؟؟ واليأس؟؟
وهل حقا الاستسلام لليأس أفضل من العيش على أمل واهن قد لا يتحقق؟ وهل أصبحنا جميعا نحيا بمشاعر الغريق؟؟؟
أم أنه مازال هناك من يقاوم ليضرب الماء بقوة على أمل أن يصل إلى الشاطئ البعيد، وما هو هذا الشاطئ البعيد؟
هل هو الهدف والغاية التي من أجلها نحيا؟؟
أم أن مجرد أدائنا لأدوارنا في الحياة على النحو الذي يرضينا أو يرضي الآخرين؟؟
لا أدري هل نكون بذلك قد وصلنا لشاطئنا المنشود؟
وماذا إذا لم نقنع بتلك الأدوار؟ أترانا نستسلم أم نجاهد من أجل أن نحقق لأنفسنا ولو جزءًا مما نتمنى؟؟؟
ومتى نعرف ماذا نريد؟
إن منا من يحيا ويموت دون أن يعرف ماذا يريد؟
وحتى وإن عرف ماذا يريد فهل تراه بقادرٍ على تحقيقه؟؟
أم أن ميراثنا الطويل من القهر والخوف والاستسلام سيقف دائما حائلا بيننا وبين أحلامنا؟؟
حتى وإن كانت مشروعة؟؟
أتمنى أن أجد شاطئي البعيد وأن يجده كل واحد منا حين يعرف كل منا ماذا يريد، وكيف يحقق ما يريد.
واقرأ أيضًا:
شروق وغروب مشاركة / قانون ظاهره الرحمة باطنه العذاب مشاركة1 / رسالة من خلف الأسوار مشاركة