تاراباتاتووووووه (13)
الشتاء
الشتاء هو أنت حبيبي فلا تعجب.... ولا تسألني لأني لا أعرف لماذا؟ متميز أنت مثله... يحتاط لك الجميع قبل أن تهلّ عليهم حتى يكونوا أهلاً لاستقبالك؛ أحبك رغم قسوتك وأعشق لسعة البرد حين تقترب مني فترتعد لها أوصالي.. فلا أقوى إلا على المزيد من الالتصاق! فأقع بين براثن زوابعك ورعدك وبرقك وشطحات غضبك التي تخطف قلبي خوفاً أو اندهاشاً أو إعجابا.
ومثله أنت حين تأتي على هون وتؤدة ثم تقسو في بساطة مذهلة؛ ورغم مطرك الذي يصيبني بحمْل ثقل ملابسي المبتلة إلا أنها تمنحني فرحة غامرة تفوق هذا الثقل!! فلا أنا أتمنى توقفها ولا أنا أملك ما يحميني منها!
وأعجب حين تتحول أمطارك لأنهار صغيرة أرى إحداها تسبح في عينيك ويتسلل الباقي برشاقة ورقة معهودة منك لتغسل أحزان قلبي فتنعشه وتخط البهجة في فؤادي فتعيد نبض الحياة إليه من جديد!
وأزداد عجباً من نفسي حين تزداد قسوتك فتبرق عيناك وترعد فرائصك فأزداد أمامك عنداً وصلابة! وأظل أردد في نفسي أطمئنها بأنها لن تسقط صريعة مراسيلك؛ رياحاً كانت أو شظايا برق هنا ورعد هناك ولن أتوارى عنك في سكون دثار مزيف أتصوره يمنحني دفئاً... فأنا من يحمل الحرارة والدفء بين كفيه وليس الدثار!
لذا... فلتقسو حبيبي كما يحلو لك أو لترعد وتبرق كيفما تشاء فلن أزداد إلا قربا!ً ولن أتوارى في سكون تيه أو خفاء مزيفَين فأنا من يهبُك الدفء والأمان!
فقط... حذار أن تتصورني وقد أصاب نفسي لعنتا الضعف والهوان... فأنا أعلم من بريق عينيك الحبيبتين أن دفئي ودفأك في وجودي معك لا في الهروب منك.
وسأظل أطوف ديارك وسط أعاصيرك أو تحت قطرات ثلجك الصغيرة التي تسقط فوق رأسي ولا تفتأ عينيّ تنظر لذلك المعطف (الجلد) الذي وقفت أمامه مرة تتمنى حصولك عليه لتواجه به الشتاء فلا زلت أذكره وأذكر لهجة الإصرار المعتادة منك بأنك ستحصل عليه يوماً فلا زال موجوداً ينتظرك مثلي رغم غيابك حبيبي.
ويتبع >>>>: تاراباتاتووه (15): سكر بنات!
واقرأ أيضًا:
يوميات مجنونة صايمة مقدمة / من أنت؟