مجانين صغيرة متأملة مشاركة1
أرسل محمد علي حشيش (37سنة، مهندس، مصر) يقول: مجانين صغيرة متأملة
المدرسة والهجرة
أخي العزيز دكتور وائل.... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بصراحة شديدة.. واضح إنك فعلا عايش هنا مع مجانين وهناك في الجامعة ولكن لا أعرف كونك في البلد أم لا؟
نعم لا يوجد تعليم في المدارس، وهذه هي مشكلتي هنا في مصر وإن هاجرت أو سافرت مرة أخرى فسيكون السبب الرئيسي هو عدم نجاحي في حل هذه المشكلة.
أطفالي في مرحلة الحضانة أو ما يسمى بالكي جي وأكبرهم أولى ابتدائي.
ومن الآن أعاني من عدم وجود تعليم بالمدرسة الخاصة لغات والمدفوع فيها، في سنة واحدة فقط ما يمكن أن يكون دفع لكامل مشواري التعليمي منذ دخولي المدرسة وحتى الماجستير في الهندسة. وقد أصبح البيت مدرسة والزوجة أصبحت هي المدرسة لهم وأنا لن أعطي أولادي دروسا خصوصية مهما كلف الأمر، هذا مبدأ. لن أساعد في تخريب الأبناء وإن لم يدرسوا على الإطلاق. أولياء الأمور هم من جعلوا المدرسين أعضاء مافيا.
كل أملي أن أنجح في وجود مدرسة بها تعليم كامل أو نظام التعليم يتم تغييره خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة. أما إن لم يحدث، فأدعو الله أن أراسلك من أرض بها تعليم.
أما عن حديثك حول المهندسة الزراعية وعملها... فإليك قصتي الشخصية:
لم أكن مؤمنا يوما بالعمل في قطاع حكومي لما أعلمه حول العمل به ومخالفته لمبدأ خاص بي وهو إذا رضيت به فعلي الالتزام ولو لم يلتزم الجميع.
ولهذا عملت بالقطاع الخاص وفتحت عمل خاص بي في بداية مشواري العملي ولم يكن كافيا لأدخر لزواجي وللحياة وسافرت وسافرت ورجعت لأجد أن كل شيء مختلف. وبعد الإلحاح من والدي (أعطاه الله الصحة) وموافقة زوجتي لرأيه بالتقدم في حملة التوظيف الفائتة، قمت بالتقدم فيها وبعدم اقتناع. وسافرت مرة أخرى لمدة سنة وعند رجوعي، جاءني خطاب التعيين في موقع جيد. ولكن أبيت إلا تنفيذ ما أنا مؤمن به ولم أتقدم لاستلام الوظيفة لعلمي بأنني لن أستطيع أبدا مجاراة ما يحدث داخل المكاتب الحكومية، فلا أنا منها ولا هي مني.
وبرغم أنني أعاني من حالة اللامنطق حولي في كل شيء إلا أنني مقتنع تماما بأنه أفضل حالا لو أنني قبلت الوظيفة في الكادر الحكومي.
27/1/2008
تأخرت عليك كثيرا يا ابن حشيش... وليس سبب التأخر ما أصاب الإنترنت من عطب في مصر وغيرها (الحمد لله كنت من المحظوظين ولم تتأثر لا مجانين ولا أنا بالشكل الذي كنا نخشاه) لكن تأخرت لأنني انشغلت قليلا ببعض اهتماماتي العلمية والحمد لله أخذت راحة منها لأعاود الكد في مجانين،.......
مهمٌ جدا أن يكون محور اتجاه حياتك في السنوات القليلة القادمة يحدده وضع التعليم المنتظر لأبنائك (تريدُ أرضا فيها تعليم)... طيب هاجر من الآن يا ابن حشيش.... لأني أستطيع القول لك من أين؟؟ من أين وكيف يمكن أن يكون في هذا البلد تعليم؟ للأسف ممكن فقط من خلال مدارس أجنبية غالبا تقدم تعليما غير الذي تريده أنت لأولادك وما عهدت فيك تفرنجا.. فماذا أنت يا أخي فاعلُ؟
طب كنت تعالى في حاجة سهلة قل مثلا حرية! قل ديمقراطية قل أسعار في متناول الأغلبية لا الأقلية تخيل أن كل هذه الأشياء أسهل من أن ينصلح حال التعليم في مصر....... يا أخي هناك أجيال مدرسين لا يصلحون فماذا أنت فاعل بهم؟ وهناك أهلٌ أيضًا لا يفهمون فماذا أنت فاعلٌ بهم؟؟
ربما تجد ضالتك في مدرسة خاصة باهظة المصاريف وتتولى أنت تربيتهم وتعليمهم الإسلام واللغة العربية... يعني شيء أفضل من الهجرة التي أحب أن أزف للأخوة المصريين الحلوين أنهم لم يعد مرغوبا بهم في كثير من بلدان العالم لأسباب كثيرة أهمها تدني سمعة البلد.... برغم كأس الأمم الإفريقية (أعور وسط عمي، صحيح هي طفرة عدم عشوائية في بلد يمثل منطقة عشوائية وزمنا عشوائيا يعيش فيه أفراده، لكنها تستحق الاحترام بكل تأكيد، لكن أرجع وأقول عور وسط عميان يا أحبابي)....
يكفي هذا يا ابن حشيش واعذرني إن نسيت شيئا طلبت مني الرد عليه، أشكرك على مشاركتك.