تفتحت عيوني على حكايتها أغمض عيني لأحلم بها أحيانا يحملني بساط الريح وأقاتل الأشباح وحينا ألعب مع ست الحسن وأسكن الجزيرة البعيدة وأقابل عروس البحر، هكذا عرفت عالمي من خلال روايتها أنتظر كل مساء شتوي لتحكي وتحكي.
نذهب معا إلى السوق يوم الجمعة ترفض أن تدعني أحمل عنها حقيبة الخضروات تقول (يدك صغيرة والحقيبة ثقيلة). أشير إلى بائع جوز الهند تشتري لي شريحة... في المساء أنام في حجرها تقول لي (غرد يا طير)، أقلد صوتا يشبه صوت العصفور تضحك، تداعب شعري في حنان.
أكبر فيضيق عالمها الصغير عليّ، أقرأ كتبي فأرى العالم الرحب.......... لم أعد أطلب سماع الحكايات.
كبرت عليها أغرق في أحلامي ولكن هذه المرة بدونها.
كبرت جدتي ما عادت تتذكر الحكايات، تموت صديقتها تقول غدا أذهب أنا أيضا.
أجلس بجانبها تحكي أشياء من ماضٍ بعيد ما تلبث أن تنتهي من روايتها لتعيد سردها دون أن تشعر، ماذا حدث لهذا العقل؟؟؟ كان شعلة من نشاط أهكذا تفعل بنا الحياة؟؟
أتعلل بالاستذكار أتركها لذكرياتها؛
أصحو يوما فأجدها قد رحلت
توقفت حكاياتها للأبد.
ما أقسى قلبي، ساعتها شعرت أنني أحتاج عالمها الصغير يجعلني أشعر أنني أمتلك الكون ألامس النجوم
سكنني الخوف، كانت هي الأمان أين أضع رأسي وأبكي
أين أنت يا جدتي كبر الصغار أصبحنا آباءا وأمهات، شاب الشعر، ولكن مازال في القلب نفس الحنين لحكاياتك.
واقرأ أيضًا:
قيمة الحياة / أفضل ما في الجنون / تمرد الروح