هل الجنون هو ذلك الخروج عن كل ما هو مألوف يقولون أن الشخص المجنون هو كائن تغرب عن الآخرين رافضا بذلك التماهي معهم مكرسا نفسه عن وعي أو غير وعي لشيء مختلف غريب، فهل الجنون هو موقف من العالم حقا هذا العالم المليء بالكذابين والمنافقين والقتلة موقف رافض لكل القوانين بل ومحطم لها، لكن الجنون هروب إلى سجن آخر سحيق هو سجن النفس فالمجنون الفاقد للإدراك يحيا في عالم زائف صنعه هو، عالم لا وجود له إلا في خياله.
يقول حسين رحيم في مقال له نشر على موقع معابر بعنوان (قراءة في المهرج والمجنون والعبقري):
إن المجنون والمهرج هما الوحيدان اللذان يمتلكان أحقية التمتع بالحريات إن جاز لنا أن نسميها متعه إنهما كتلة من المتناقضات تمشي على قدمين متعبتين، فهذه الحرية لها وجه استغفالي يفرضه الآخر عليها؛
وحتى لو لم تكن كذلك فهي تضطلع بمهمة إزالة قشرة القداسة عن أشياء العالم ومرتكناته وهذه المهمة ذات وجهين مضيء ومظلم فهي مضيئة حين تكشف أشياء كالزيف والكذب والنفاق التي يخضع لها العالم بمؤسساته المنحرفة ومعتقداته التافهة فأمام النظارة يمزق المهرج أو المجنون القناع ليطلق تعليقاته الحادة، الحكيمة، الصادقة لكن العالم لا يحب هؤلاء بل يحيدهم دائما عن طريق القطيع وهنا يبرز الوجه المظلم ففي هذه التعرية لمؤسسات العالم وأدواته فضح لسترها وخاصة عندما تبدأ في الذبول والترهل........ لذلك وجدت السجون والمشانق والمصحات العقلية.
واقرأ أيضًا:
أفضل ما في الجنون / كانت جدتي / الحقيقة