اعترافات امرأة مسلمة في عالم الكفر5 مشاركة
السقوط إلى القمة 2
اليوم الخميس، 13 آذار 2008
الساعة 6:04
القضية: كل شيء مسموح في الحب والحرب
تقلبت كثيرا على جمر الغضا قبل أن أطبع كلمة واحدة من هذه المدونة وقررت ادراجها من ضمن اعترافاتي والتي نشرت يعض منها على موقع مجانين، والحقيقة أني هجرت الكتابة منذ فترة لأني كنت لا أجد حرارة ذلك الجمر الذي يوقظني من نومي الذي لا يلذ لي لأنه لا يزورني إلا غبّا.
وقد كان لمكالمة هاتفية مطولة مع أستاذي وصديقي الدكتور أحمد عبد الله أثرا كبيرا في إشعال ذلك الجمر الذي كنت أظنه قد خبا، فقد نصحني أطال الله في عمره ونفعنا وإياه بحماسه ودأبه وعلمه بأن أكتب عن تجربتي في ليلة العشاق "ليلة فالنتاين" في مدينة الرياض والتي أعيش فيها منذ مراهقتي ولا أخفيكم أني الآن على أعتاب الأربعين والحمد لله، وأحمد الله على ذلك حمدا كثير وقد يكون هذا الحمد وأسبابه موضوعا لمدونة جديدة ولكن ليبس اليوم، فاليوم هو يوم الحب والحرب والأنثى والذكر في مدينة الثقافة العربية لعام من الأعوام.
ولا يخفى على أحد أني كنت أمقت هذه المدينة مقتا تغلغل في أعماقي وقد كتبت عن مقتي لمدينة الرياض في اعترافاتي ولكني لم أنشرها بعد واعتذر مسبقا لكل عشاق هذه المدينة والتي أستطيع الآن أن أتفهم سبب حبهم لها ولو أني لا أقبله.
وأذكر أني كنت أعاني كثيرا من وحدتي في الفترة الماضية وأود أن انزل سوق المواعدة العربي والذي لم أكن أعرف عنه ولا حتى ألف باء أو كما يحلو للجامعيين تسميته مادة "101 وعد" بحكم ارتباطي الطويل والذي انقضى بجروح مازلت العق بعضها وللها الحمد. ما علينا!
قررت أن افتح صفحة جديدة في حياتي وأن أتعلم فن المواعدة والحب الانترنتي لأنه الآن أكثر أمانا من النزول إلى الشارع والسهر في حفلات لا يعلم بها إلا الله كما كنت أسمع، وهكذا فقد فتحت باب الفيس بوك وزوربيا وسكايب وهوتميل وياهو باحثة عن ذلك الرجل الفارس الذي لابد وأن يملأ فراغ روحي وأجد في أحضانه العوض عن الماضي الذي لا أحب أن أذكره.
وهكذا بدأت تنهال علي العروض العجيبة والغريبة لمجرد أني أنثى وليس لأني تلك المرأة الذكية الجميلة الخلوقة والتي يحب أيا كان أن يكون محط انتباهها واهتمامها وإذا بي أتلقى الصفعات تلو الأخرى بسبب ما كنت أتعلمه عن الرجل والذي أصبحت الآن أشك في وجوده ولذلك سوف أسمي الرجل ذكرا فهذا هو محور اهتمام بني آدم اليوم فالذكر لا يريد إلا أنثى واجتماع الذكر والأنثى لابد وأن يكون هو قمة الرومانسية كما يسميه ذكور الانترنت، وتلك كانت أول صفعة كانت عندما اكتشفت أن معنى الرومانسية لدى الذكر العربي هو ممارسة الجنس، وليس فن المعاملة بين الجنسين.
أما الصفعة الثانية فكانت بعدما عرفت عن تخفي كثيرا من الشخصيات المتعلمة خلف برامج الدردشة كي يستطيعون ممارسة الجنس الانترنتي، والذي قد يتطور إلى ممارسة الجنس الهاتفي ولا أدري هل كنت أنا وحدي المرأة الغشيمة أم أن كل النساء والإناث غشيمات ويتعلمن مثلي وعن طريق تلقي الصفعات.
أما الصفعة الثالثة والتي كادت أن تقضي على كل ما كنت أؤمن به عن الحب هو أن كل الذكور والإناث خونة، ليس فقط يخونون الشريك سواء كان ذلك زوجا أم حبيبا أم بوي فريند وأعتذر عن استخدامي لهذه المصطلحات ولكن لا يمكن أن أهملها لأنها الآن المصطلحات الدارجة بين الذكور والإناث هنا في الرياض وهناك على الانترنت.
تعلمت فن الكذب وفن الخداع وفن اكتشاف الكذب والخداع وفن الحب الجديد (new love rules)، والتي لم أتصور يوما أن أتعلمها ويحضرني مقطعا من مسرحية العيال كبرت عندما كان أحمد زكي رحمه الله ينهر أخاه سعيد صالح وينهاه عن النطق بألفاظ قد تخدش حياء أخته فصاح به سعيد صالح قائلا "دي علمتني لغة ماكنتش أعرفها دي رقاصة"، لله درهما.
ولكي استطيع التواصل مع ذكر القرن الواحد والعشرين بدأت رحلة النسيان والحذف لما كنت أعرفه عن الحب والعشق بين قيس وليلى ووبني عذرة والأندلسيين وتحميل برامج جديدة عن المواعدة وحب الذكر وحب الأنثى وحب العصر الحديث، فوجدت نفسي فجأة في السوق أتلفت بحثا عن رجل حتى شككت في أني امرأة من عصور غابرة تجمدت روحها مع ابن حزم وحبه في طوق الحمامة.
وقررت يا حبايبي أن أجاري التيّار فقد تعبت من السباحة عكسه وقررت أن أعمل اللي ما وحدة غير ي عملته والذي اتضح لي أنه لا يوجد شيء محدش عمله وقررت أن ابحث عن البهجة عن طريق الدردشة ومين عارف مش يمكن ألاقيه ويلاقيني.
فتعرفت على ذكور من جميع الجنسيات العربية "خليجيين ومصريين وشاميين ومغاربة" وكذلك من الأعاجم حتى طقت روحي. وكلهم يريد أن يملأ فراغا في حياته وأكثرهم إما متزوج وغير سعيد مع زوجته أو ذكر يريد أن يترك صديقته ويملأ فراغه قبل أن يرميها إلى سلة المحذوفات، وفي جعبتي كثير من القفشات السخيفة عن دردشتي معهم ولا أعفي نفسي من اللوم ولكني كنت بتعلم ياناس!
ولا أخفيكم أني وقعت في فخاخ كثير منهم بسبب قلة خبرتي ولكن بعد أن استوى عودي وشببت عن الطوق بدأت ألاحظ الألاعيب الذكرية وبدأت أضحك في سري، فقد ظهر لي أن الذكور يتعلمون من بعضهم ولذلك تتشابه طرقهم في الإيقاع بالأنثى إلى درجة الملل. ومع ذلك فالأنثى مشغولة بالاستماع إلى ثناؤهم عليها، فهي جميلة ومغرية ولذيذة وذكية وهو لا يريد إلا هي لأنها مميزة، وفعلا في مميزة فقط لأنها ليست ذكرا. واحر قلباه!
والعجيب أن أكثر الذكور الذين تعرفت عليهم يذكرون جميع الإناث باحتقار، فهي لا يوثق بها وهي غير صادقة وهي مستعدة لفعل أي شي من أجل الذكر الهمام، وكثيرات مستعدات للسفر من أقصى الأرض إلى أقصاها لكي تحظى بقربه، ولكنه يرفض لأنه يريد تلك المتمنعة والتي تحترم نفسها كي يثبت أنه بارم ذيله وأنها مثل جميع الأخريات.
آه من أشباه الرجال، أين ذهب آخر الرجال المحترمين؟
وها أنا الآن على أعتاب ليلة فالنتاين وليس لدي شريك أو حبيب أو رفيق فعلي فكلهم يلوحون بليلة حمراة في السرير كي أثبت أنوثتي وأشبع رغباتي والتي هي طبعا من أولوياتهم فالحب هو الجنس والجنس هو الحب فوافقت على أن احضر حفلة من حفلات العشاق واتفقت أنا واحدى صديقاتي أن نذهب سويا لأني لم يكن لدي مرافق، وحانت ساعة الصفر واتصلت بي هاتفيا أختي وأخذت ترجوني ألا أذهب لأن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "المطاوعة" متأهبين لفضح الناس وجرجرتهم علنا لارتكابهم الفواحش، حتى أنهم منعوا الورود الحمراء من السوق. ولم أذهب!
فقد أخافتني إحدى الصديقات مما يجري في تلك الحفلات فقالت لي نصّا "هل أنت أكيدة أنك تستطيعين أن تتصرفي بحكمة إذا قرصك أو همزك أحد السكارى في الحفلة وأنت ليس لديك مرافق وحارس يحميك لأنك فتاته؟" "قلتلها بطلت! خليني بالبيت!" كان حاسس وديع الصافي!
واليوم أنا مازلت على الانترنت مسلحة بمعرفتي وحدسي وحكمتي ودعواتي ألا يكلني ربي لنفسي طرفة عين ولا إلى أحد من الناس. ومازلت في سوق المواعدة ولكني لم أعد أبحث عن فارسي المغوار، فأنا أعرف أنه موجود كما أنا موجودة وأنا امرأة فلا بد أن هناك رجل تنطبق عليه مواصفاتي 100% بدون أن أتنازل عن بند منها مهما طالت سنوات الوحدة.
أنا صادقة، أمينة، خلوقة، عطوفة، متسامحة، ملتزمة بمبادئي ولا زلت أؤمن بالحب الحقيقي بين الرجل والمرأة والذي لابد وأن يتوجه ارتباط يقدره الطرفين ولا يلزمه أن يستمر إلا بقدر ما يستمر الحب.
وهذا ليس إعلانا لبحث عن زوج فأنا لازلت غير مستعدة للزواج والارتباط ولا زلت أبني قصري في قلبي قبل أن أفتح أبوابه لحب جديد أو رجل حديد!
وتعريفي للحب بين المرأة والرجل هو كما عرّفه أحد أساتذتي "عندما تغنيني المرأة عن كل النساء"، حقا فأنا الآن أعرف أن الحب هو أن استغني برجل عن كل الرجال!
وليس للصبر حدود حتى لو ثومة قالت غير هيك!
اقرأ أيضاً:
اعترافات مسلمة في عالم الكفر مشاركات