لقد أسعدني قراءة هذا الخبر؛ ليس تحيزا للإسلام والمسلمين؛ فكما هو معروف أن المسلمين كثيري العدد، وتقريبا هم ربع سكان الأرض، وموزعين على بلاد العالم المختلفة، ولديهم جنسيات مختلفة، ولكن أعجبني شجاعة الرجل في البحث، والرغبة في معرفة الحق، وفرحت لأنه عاد للفطرة السليمة، ولم يخرج من المسيحية أو اليهودية، وأدعو الله من صميم قلبي أن يكون في إسلامه خيراً لنفسه أولاً؛ ثم للمسلمين بعد ذلك، وأن يكون في إيمانه كعبد الله بن سلام، الصحابي العالم، والحبر الجليل –رضي الله عنه وأرضاه- الذي عرف الحق فآمن به واعتنقه ولم يأبه أبدا لسب اليهود له؛ يقول الخبر:
أعلن الكاتب الألماني والصحافي الثقافي الشهير هنريك م برودر (61 عاما) الذي تميز بنقده الجارح للإسلام والمسلمين، وبخاصة في عام 2007، إسلامه بشكل مفاجئ، صاحب أكثر الكتب مبيعاً في ألمانيا عام 2007 بعنوان "هاي.. أوروبا تستسلم" وحاصل على جائزة الكتاب الألماني، برودر كاتب اشتهر بهجومه الشديد على الإسلام ويحذر دائماً من خطر الإسلام على أوروبا.
من أقوال هنريك برودر قبل إسلامه:
لا أريد لأوروبا أن تستسلم للمسلمين، عندما يقول وزير العدل الألماني أنه من الممكن أن تكون الشريعة هي أساس القوانين، فعلى أوروبا السلام.
الإسلام إيديولوجية أصبحت أكثر وأكثر مرتبطة بالعداء للحياة العصرية الغربية.
أنصح الأوربيين الشباب بالهجرة فأوروبا الآن لن تظل كذلك لأكثر من عشرين عاما، أوروبا تتحول للإسلام الديموجرافي.
نحن نمارس بشكل غريب نوع من الاسترضاء رداً على أفعال الأصوليين الإسلاميين.
هنريك برودر في نهاية فبراير الماضي أصبح اسمه هنريك محمد برودر، والكلام هنا ليس بغرض الابتهاج بإسلامه بقدر التعرف عن أسباب تحول كاتب بهذا الفكر وبعد هذا العمر إلى دين يهاجمه وينتقده طوال مسيرة حياته، يقول برودر لقد جاء إعلان إسلامي هذا نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسي لسنين طويلة فأنا لم أدع ديني ولكني عدت لديني وهو الإسلام دين الفطرة، لقد شاهدت العلاقات بين المسلمين وخصوصا من الناحية الجنسية وكانت دافعاً كبيراً لي، كما أن سياسة الكيل بمكيالين المتبعة في ألمانيا العلمانية ليست بالأهمية بالنسبة لي؛ أسباب كثيرة يعددها برودر في حديثه الحصري مع فيلت أون لاين أو العالم أونلاين تحت عنوان صدمة الأسبوع؛
هنريك برودر يتحول للإسلام وقال مطلقا صيحته الكبيرة:"هيا اسمعوني فقد أسلمت" وقد جاء إعلان إسلامه هذا نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسه لسنين طويلة في مقابلة مع إمام مسجد رضا في نيوكولن، حيث ذكر بأنه ارتاح أخيرا للتخلص من كبت الحقيقة التي كانت تعصف بجوارحه. وقال معقبا على سؤال حول تخليه عن دينه المسيحي بأنه لم يدع دينا وإنما عاد إلى إسلامه الذي هو دين كل الفطرة التي يولد عليها كل إنسان.
هذا وقد صار يدعى بعد أن أدى الشهادة أمام شاهدين بهنري محمد برودر، وقال معقبا على ذلك بافتخار: "أنا الآن عضو في أمة تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرضين للإهانة باستمرار وتنجم عنهم ردود أفعال على تلك الإهانات، وأنا سعيد بالعودة إلى بيتي الذي ولدت فيه".
قوبل إسلام هذا الكاتب بترحاب كبير من المسلمين الذين كانوا يجدون فيه متهجما كبيرا على عقائدهم وتصرفاتهم، وإذا به ينقلب إلى رافض لتلك الجوائز الأدبية التي تمنح "للمدافعين عن العقلية المعادية للسامية لدى اليهود أنفسهم" على حد قوله، واستقبل الكثيرون من مثقفي الألمان إعلانه الإسلام بمرارة بعد حربه الطويلة على الإسلام، واعتبر بعضهم هذا بمثابة صدمة للألمان الذين كانوا يقرؤون بلهفة ما ينشره بغزارة.
حقا الإسلام يعز الإنسان ويرفعه، أما قالها الفاروق؟!
يا عرب نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فان ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
نعم الصحابة الكرام رفع الله شأنهم بالإسلام؛ فخالد بن الوليد كان طموحه أن يكون فارسا قائدا
فإذا به يصبح الفارس الذي لم ينكسر.
فالحق دائما منصور وعزيز، وإن لم ينصره الرجال فالله سبحانه وتعالى ينصره
ولندعوا الله جميعا: اللهم اهدنا جميعا وثبت قلوبنا على دينك.
أعرف كثيرا من المستشرقين والأوربيين الذين تحول هجومهم على الإسلام إلى استكانة في أحضانه، وأعتقد أن الأمر ليس مثيراً للاستغراب؛ فأي متبحر في الإسلام مهما كان اتجاهه إذا ترك نفسه لحظة لفطرته فسيرى نور الحقيقة.
إحدى المسلمات الأوربيات الجدد قالت لي (كانوا يدرسون لنا الإسلام في أمريكا بشكل يدعو للسخرية ومع ذلك بعد أن نخرج من المحاضرة كنا نجتمع على أن هناك شيئا ما؛ لم يوصله لنا المحاضر بصدق).
وإن كان إسلامه صحيحا فهنيئا له فقد كان سيدنا عمر بن الخطاب من ألد أعداء الإسلام قبل دخوله، ثم أصبح الفاروق بعد دخوله الإسلام، والخليفة الثاني بعد أبي بكر الصديق. ليس الأول ولن يكون الأخير. هناك الكثير من الملحدين دخلوا الإسلام بعد عقود من مهاجمته.
هنريك برودر ليس هو أول واحد فعلا يهاجم الإسلام وبعد كده يسلم، وجميلة جدا كلمته التي قالها عند إسلامه: "أني لم أدع ديني ولكني عدت لديني الإسلام، دين الفطرة".
أما أجمل تعليق قرأته تعقيبا على إسلام ذلك الصحفي فهو:
"بسم الله ما شاء الله، الحمد لله أنه أسلم، لكن المشكلة ليست في إسلامه في حد ذاته، فنحن ما شاء الله مليار وزيادة، وغثاء سيل، النظرية المهمة في الموضوع أنه كما كان يخدم اليهود ويحذر من الإسلام، والناس تسمع له، فعليه أن يبدأ في تجنيد فكره وقلمه في خدمة الإسلام، ليس رياء ولكن عن حق، وعلي حق؛ وذلك لأن وضع الإسلام والمسلمين الآن محتاج لشرح من مفكرين وكتاب محترمين عند غير المسلمين، وصحفيين ومؤلفين يُسمع لكلامهم وأفكارهم؛ وذلك لأن كلامنا نحن –ورثة الإسلام- أصبح لا يساوي ثمن الحبر الذي يُكتَب به".
واقرأ أيضاً:
غُرَّاس الخير وزُرَّاع الأمل / يا خير أمة: اتحدوا! مشاركة