إنهم رجال لكل العصور فهم المدافعون عن الملكية وقت حكم الملك، وهم أبناء الثورة بعد قيام الثورة، هم أيضا اشتراكيون حين تسود الاشتراكية ورأسماليون وقت الانفتاح، مبدؤهم الوحيد: "الغاية تبرر الوسيلة" أما معتقداتهم وأفكارهم فهي تتبدل كل يوم حسب الظروف وما يحقق مصالحهم الشخصية، تجدهم في كل مصلحة أو هيئة دائما هم المقربون من الرؤساء منهجهم هو منهج رب العمل، فما ينطق به هو الحكمة المطلقة ووجهة نظره هي وحي من السماء غير قابل للنقاش!
تذكرت فورا فلسفة (محفوظ عجب) ذلك الصحفي المتسلق الذي لا يترك فرصة إلا واغتنمها ضاربا بكل القيم عرض الحائط فالقيمة الوحيدة الجديرة بالاحترام هي مصلحته هو الشخصية أما الوسيلة فلا تهم وأما أفكاره التي يعتنقها فهي دائما الأفكار التي تتبناها الدولة فهو رجل لكل العصور قادر على التشكل والتلون كل يوم, نعم مثله مثل آلاف من راكبي الموجة يصلون حقا إلى مناصب رفيعة ليس عن جدارة أو استحقاق ولكن على رقاب من هم أجدر وأحق منهم ولكنهم لا يملكون هذا القدر الهائل من القدرة على التلون والتشكل وتطويع أفكارهم ومبادئهم وفق الظروف.
يقدرونك ويمجدونك طالما أنك في منصب أو سلطة فإن تركتها انفضوا من حولك غير آسفين, دائما ما تراهم حين يسود الفساد فلا مكان لهم في الدول التي تقدر قيمة العمل وتزن الإنسان ليس بما يعتقد أو يعتنق من أفكار ولكن بقدرته على العمل والعطاء، ولكن برغم كل ذلك فما زال هناك من يرى أن الحق أولى أن يتبع، وما زال هناك من يستطيع أن يقول كلمة الحق ولو دفع حياته ثمنا لذلك.
واقرأ أيضًا:
شهداء رغيف الخبز / تساؤلات مؤلمة / حدث في السادس من أبريل