دائما ما كنت أشاهد هذا الفيلم بمزيج من التعاطف والحيرة معا، تعاطفي مع بطلته تلك القروية البسيطة التي تحلم بالسفر إلى مصر يحدوها أمل كبير بأن تغير حياتها أن تتعلم وتعمل تريد أن تعرف الكثير تنظر كل يوم إلى القطار الذي سيحملها إلى هناك وكأنه قطار الأحلام.
أحلام طفل بريء ينظر إلى المرأة متصورا أنها تخبئ بداخلها عالم سحريا عجيبا، دائما ما سألت نفسي هل هو دعوة إلى الأحلام أم دعوة لإجهاض الأحلام؟!!
هل هي دعوة لرؤية الحياة على حقيقتها مهما كانت تلك الحقيقة مؤلمة ومرعبة أحيانا؟!! أم دعوة للاستسلام فما يخبئه قطار المفاجآت ربما لا يكون مفرحا بهيجا كما نظن؟!!
أحيانا أسأل نفسي بعد ما مررت به من تجارب وخبرات أحيانا سعيدة وكثيرا مؤلمة، هل هناك أحداث فاصلة في حياة كل منا قد تدفعه إلى تغير أولوياته ونظرته إلى الحياة؟!!
هل شعرت يوما بأنك تجري وتجري بلا هدف، ثم فجأة صفعك أحدهم بقوة؟!!
أتدري أنت لا تشعر بالحزن منه لأنه صفعك ولكن لأنه جعلك تستيقظ من ثباتك العميق، فشعرت فجأة أنك ما عدت تطيق الحياة، تسأل لماذا فعل بك هذا؟؟؟
كنت تحيا سعيدا راضيا بحياتك لا تتعب نفسك ولا تشغلها بآلام الآخرين، جل اهتمامك أن تحيا جيدا وتربى أبنائك، ثم فجأة تفيق على زيف هذه الأولويات وسط عالم يضج بالظلم من كل جانب، أن صفعته نقلت لك ذلك الشعور المرهف بآلام ومعاناة الآخرين...... لا أدرى حقا، هل بداخل كل منا تلك النداهة هذا الشعور الغامض والدعوة إلى ركوب قطار المفاجآت؟!!
قد يكون قطار المفاجآت بالنسبة لي هو ما لم أعتد أن أفعله يوما.
أعتدت دائما أن أسير جنب الحائط، فلما لا أجرب أن أمشى وسط الطريق.
واقرأ أيضًا:
رجال لكل العصور / حدث في السادس من أبريل / من يوميات مهندسة مدني