هناك فرق بين أنا اليوم والأمس. وهناك فرق بين إحساسي بذاتي وأنا أبدأ عاما جديدا عما كنت عليه وأنا أبدأه العام الماضي. صرت أقل توقعا وأكثر فعلا وحركة. بعد عام قضيته في أزمة وأنا أحاول العثور علي أسباب للاستمرار، لم أجد فيها ما يعينني إلا نفسي لأن أعز أصدقائي كانوا هم أيضا ملهيون بأزماتهم. فللعلم كل أصدقائي مأزومون وغالبيتهم مركبون. منذ سنوات أدركت أني لا أنجذب إلا لهذه التركيبة البشرية المعقدة. الآن أتحدث عن خذلان الأصدقاء بكل بساطة لأني قد تجاوزت أو هكذا أتصور، أني تجاوزت الأزمة.
لكني في لحظات سابقة اصطدمت ببعضهم وأعلنت بحدة وبرقة وعلى استحياء عن رغبتي في قصهم من شجرة الحميمية. وبأمانة لم تكن ردود أفعال أعزهم على قلبي ذات معنى أو تأثير فقد كانت تضحكني وفقط ولا تهز خلجة في نفسي. وبعد أن وصلت إلى حافة الهاوية ولاحت النهاية التي تصورت أني تمنيتها ووجدت حياتي مهددة اكتشفت أني بلغت في تلك اللحظة المعني ووصلت إلى هدف للاستمرار.
ربما لم أكن لأعي قيمته لو لم أتعرض لهذا التهديد. حديثي غامض ربما ولكن النتيجة بالنسبة لي واضحة. استمسكي يا بثينة بحلمك بالحب والهدف والمعنى ولا ترمي نفسك في علاقات هروب أو عمل كل قيمته هو سد الفراغ والخواء. ولو فعلت ذلك مضطرة فكوني على وعي بأنك لا تحبين ذلك. فلو فقدت الحلم لمت. ولو استمسكت به لحصلت على ما هو أجمل مما لم تكوني تحلمين أو تتخيلين.اعترافي هذا لكل الأصدقاء الذين بتوهانهم وارتباكهم أدركت أني لست وحدي وبقوتهم عقدت منافسات داخلية فلم أكل عن المحاولة.
لكن لأعترف لها تلك التي كلما أريتها هدية سألتني إلام تهدفين من استعراضك هذا؟ أو كلما طرق الباب فأتت الورود سألتني هل الحديقة قد تضخمت؟ وكلما أعربت عن سعادتي بالمكالمات والمعايدات أسقطت ذلك على ذاتها وسألتني وماذا قدمت لك؟ هل أنا مقصرة؟ وعليها أجيب أنت من أعطاني الفرصة لأجرب نفسي كيف أحب بلا شروط فبك نضجت ويوم عدت إليّ كان شفائي.
واقرأ أيضاً:
تهديد بالخلع!!/ حول بحيرة لومو