"فانتازيا" فتاة مصرية أطلقت هذه الحملة على الفيس بوك
هل أنت مزة ولاّ إنسانة؟.. سؤال أجابت عليه مدونة تحولت إلى "حركة" ثم "حملة" على موقع "فيس بوك" الاجتماعي العالمي، إنها حركة نسائية جديدة تستهدف الدفاع عن الفتاة والمرأة المصرية عن طريق حظر ألفاظ سيئة تتداول بين الشباب بصورة كبيرة مثل كلمة "مُزة".
يعنى إيه " مُزة"؟
تعنى.. الكلمة في أصولها اليونانية الأصل "موزليندا" ومعناها الفتاة المتأنقة أو المثيرة التي تحمل كل مقومات الجمال الجسدي لكن (المصريين) اختصروها وحوروها فتحولت إلى "مُزة".
عندما تضع الرابط الخاص بفنتازيا ستطالعك الصورة عاليه
وبمجرد أن ترى "فانتازيا" صاحبة الإجابة على السؤال، ستتساءل: "هيه دى بقى فانتازيا؟"، والإجابة ستكون بالطبع.. لا، فالصورة التي تظهر على البروفيل ليست "فانتازيا" وإنما هي صورة امرأة تقول عنها صاحبة المدونة وقائدة حركة "أنا مش مُزة": "هي صورة لامرأة لا أعرفها، وإن كنت أحسست بقربها الشديد منى، ليس في الشكل وإنما في تشابه أقوى وأعمق،.. تشابه الروح.. نظرة العين، الابتسامة، التفاؤل، الثقة في النفس.. وهذا ما جعلني أختار هذه الصورة.. وأنت حين تنظرين إليها فإنك ترين فانتازيا بكل تأكيد"!
وفانتازيا لا تتعمد الغموض، كما تقول، وإنما فقط تريد أن تعبر عن آرائها في حرية وهدوء.. تقول: "أنا امرأة مصرية قاربت على تمام عامي الثلاثين.. وأستطيع أن أقول بكل اعتزاز إن إنجازاتي العلمية والثقافية والعملية تفوق سنوات عمري بكثير، فمن صغرى وأنا متمردة وثائرة على الموروثات السلبية التي تقهر الأنثى في مجتمعنا وتضع العديد من العراقيل في طريقها لمجرد التنكيل بها ووضعها دائماً في مرتبة دونية وجعلها دوماً في موقف الضعف والاعتمادية والخزي، بل والإذلال أيضاً، كبرت وأنا أحلم باليوم الذي سأقوم فيه بمد يداي لكل فتاة تبحث عن نفسها وكيانها وصوتها وحلمها".
ومن هنا كانت حركة "أنا مش مزة"؟
"نعم.. مجتمعنا يصنع صورة وهمية عن المرأة ثم يقوم بنحتها داخل كل فتاة.. هذه الصورة هي دوماً سلبية، بل وبها من القبح ما ينفر المرأة من نفسها ويجعلها تلعن أنوثتها وتكره جنسها. إنه "وأد" البنات على الطريقة الحديثة، الوأد المعنوي في أبشع صوره.
العنف ضد المرأة أصبح ظاهرة عامة، تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن نتعايش معها بدلاً من مقاومتها.. فكانت النتيجة الطبيعية هي ما نراه اليوم من امتهان يومي وانتهاك لآدمية المرأة على مرأى ومسمع من الجميع.. شوارعنا باتت غير آمنة.. وسائل المواصلات تحولت إلى مصائد للتحرش.. المرأة تم اختزالها في جسدها ليصبح سجنها الأبدي ولعنتها الكبرى وجريمتها التي لا تغتفر.. من ختان إلى زواج مبكر إلى تحرش جنسي إلى اغتصاب.. من دعوات لتكفينها بالسواد إلى سوق لبيع جسدها المتعري على الفضائيات.
حركة "أنا مش مزة".. دعوة لبداية حركة مناهضة للعنف اللفظي ضد المرأة والمتمثل في استخدام كلمة "مزة" التي أصبحت دارجة بشكل يجعلها تحل محل كلمة امرأة أو أنثى في العامية المصرية.
ومتى بدأت بالتحديد "أنا مش مُزة"؟
الفكرة بدأت بمقال نشر في ديسمبر 2007 على مدونتي الإنجليزية "عالم فانتازيا". ولكنني احتفظت بالفكرة حتى تمت ترجمة المقال إلى العربية ونشر في مارس 2008 على مدونتي العربية.. ووجدت نفسي أردد ما معناه أن أية فتاة ينبغي أن تقول "أنا مش مزة".. وقتها قمت بإنشاء الحركة بهذا الاسم، لأنني وجدت أن هذه الكلمة هي التجسيد الفعلي لما أفرزته ثقافة العنف ضد المرأة.. هذه الكلمة بما تحمله من بذاءة ومهانة وتحقير هي تكثيف لكل الصور السلبية والمشاعر المختلطة نحو المرأة في مجتمعنا.
وهل نجحت حتى الآن برأيك في الإقناع بالفكرة وضم أعضاء للحركة؟
أستطيع الإجابة "بنعم".. عدد أعضاء الجروب العالمي 912 حتى اليوم.. معظمهم من الفتيات، ثم الشباب من الرجال.. ويوجد جروب آخر لأعضاء الشبكة المصرية على الفيس بوك ويبلغ عدد الأعضاء به 256 عضواً، مما يعنى أن أعضاء الحركة قد تخطوا الألف عضو. الجروب هو الخطوة الأولى في تفعيل الحركة، وسنقوم بإنشاء موقع كبير على شبكة الإنترنت يساهم فيه جميع الأعضاء..
وماذا تتوقعين لمستقبل "أنا مش مُزة"؟
أملى أن تصل الحركة لجميع الجهات المعنية بحقوق المرأة في مصر.. كما نود أن يصل صوتنا للإعلام وهيئة الرقابة على المصنفات الفنية لتصنيف مزة (وأى لفظ على شاكلتها) على أنها كلمة بذيئة لا يصح استخدامها في البرامج التليفزيونية أو الأغاني أو الأفلام.. لا نريد جيلاً من الأطفال يتربى على سماع هذه الكلمات وتصبح عادية كما أصبح قاموس شتائم الأم "شيء عادى"!
لماذا اخترت اسم "فانتازيا ورلد" لمدونتك؟
فانتازيا أو فانتازيا ورلد، هو تعبيري عن الحلم.. حلم بغد أفضل، حلم بمجتمع صحي وإنساني، حلم بالحرية، حلم بقوة القلم، حلم بعالم ليس به مستحيل!
الثلاثاء، 20 مايو 2008 - 15:15
اقرأ أيضاً:
حكايا رمضان الحصرية / هنا دندنة.. تريسكل آه.. عيش لأ!