موبايلي لما ضاع، الفلاش باك نور فجأة،، شفت من بعيد حوادث حصلت في حياتي من نفس النوع،، وابتديت افتكر كل حاجة ضاعت في يوم مني،،
موبايلي لما ضاع،، افتكرت كل حاجة حلوة اتحرمت منها ضيعتها أنا أو ضاعت هي مني غصب عني،،
افتكرت خاتمي وأنا صغيرة لما وقع مني بعد غسلة محترمة لأيدي بصابونه رغوتها قوية وزفلطتها أكيدة مية في المية،، أيدي جريت وراء الخاتم تلحقه لكن مصيره المحتوم في ظلمات بلاعة الحوض كان أقرب إليه من أصابعي،،
افتكرت الخاتم اللي ضاع مني السنة اللي فاتت والكل كان معجب بيه والعيون حاسداني عليه،، افتكرته لأنه ضاع بنفس الظروف الغامضة اللي ضاع بيها الموبايل،،
افتكرت إيميل الياهو الأولاني لما أتقفل لوحده وراحت معاه ملفات وذكريات شلتها جواه،، وف عز حيرتي من قفلته شخص عزيز عليا قالي ف نفس اليوم: "مش كل حاجة حلوة بنحبها بتفضل معانا"،،
افتكرت الفولدر بتاعي اللي طار بكل غالي ونفيس ودخلني ف موجة حزن رهيبة وصدمة لم أستوعبها سريعا،،
افتكرت محفظتي اللي ضاعت وفيها صور شخصيات مروا ف حياتي ومستحيل احصل عليهم تاني،،
بابا ف يوم قال عني عشرية،، أنا فعلا كده،، علاقتي مع حاجاتي بتتكون بسرعة وبتقويها الأيام حتى إني ما استغربتش دموعي المنسابة على تليفوني الضائع،،
ده حالي لما ضاعت حاجات ليا،، طب لما حاجات أكبر في حياتنا بتضيع بيكون حالنا إيه؟؟
جربت الحلم يضيع؟؟ جربت الحب يضيع؟؟ دمعة عينك تنزل سخنة تحرق قلبك ع اللي راح؟؟ حب حقيقي ف لحظة اتاخد من حواليك؟؟
طب إيه حالنا مع غيرنا لما الثقة بينا تضيع؟؟ لما الشك يتزرع في قلوبنا والريبة تسكن بينا والقلق يموتنا وما نصدقش بعض؟؟
وإيه حالنا وحال غيرنا لما الحق يضيع؟؟ طب لما الوطن هو اللي يضيع؟؟
حاجات كتير بتضيع مننا بإيدينا ومحدش غيرنا يتلام إنه ضيعها،، وحاجات تانية أقدارها وعمرها معانا كده،، وحاجات تالتة تستوجب مننا محاولة لاسترجاعها مهما حصل عشان هي بتاعتنا
في كل الحالات بنزعل،، ومش بيخفف عننا غير نعمة كبيرة من عند ربنا اسمها النسيان،،
نعمة محتاجين نتمرمغ فيها ونتلغوص ونتغطى ونغوص جواها بالعافية وبالذوق،، صحيح مش كل اللي بيضيع علاجه النسيان إنما في الحالتين الأولانيين النسيان هو الحل،، والتأقلم والتكيف والتعايش والتعامل بأه مع شكل حياتنا الجديد ده اللي المفروض نعمله بعد صدمة ضياع،،
حزينة لكل حاجة كانت معايا ف يوم وضيعتها وما حافظتش عليها،،
صابرة وراضية بكل ما اختاره القدر ليبتعد عني،،
مؤمنة بأن الله ما منعنا إلا ليعطينا،، ولم يبق لي سوى أن أرفع الأكف إلى السماء وأدعو قائلة: "اللهم لا تعلق قلبي بما حرمتني منه"،،،
واقرأ أيضاً:
خيبة أمل / خم نوم / سحر اللحظة