إن الناظر لحال مجتمعنا هذه الأيام يجد أننا كالعادة محلك سر، والمحل اللي جنبك كمان! وقد نحاول الاتجاه للأفضل ولكننا ننحدر إلى الأسوأ وهناك من ينجح ويحسن وضعه على حساب الآخرين، وهناك من يحاول الطلوع من السالب إلى النقطة صفر نقطة الانطلاق وكل هذا جهد محمود ولكن كيف نصل إلى هذه النقطة المحيرة، وربما أكون صريحا بعض الشيء وأحمد الله أن المسلمين في عز مجدهم عرفوا الصفر وكانوا يتركون مكانه أماكن خالية إلى أن اكتشف ونقلناه عنهم ولكن لم نستطع استخدامه مثلهم فهم بسطوا به العلوم ونحن ولله الحمد جعلناه النقطة المحيرة التي نريد الوصول إليها للانطلاق فهل سنصل؟؟
ما يثير دهشتي حقا هو اتجاه البعض من علية القوم من الموجب إلى الصفر ليس تواضعا لا قدر الله ولا موزانة ولكن استهتارا وعدم تحمل للمسئولية وأنانية وعدم انتماء للدين والوطن.
وهناك معايير يجب إعادة رصدها وتقييمها ومنها:
ثقافتنا:
للمتابعين لأحوالنا الثقافية يجد أن التاريخ مشوه ولا يمت لنا بصلة ويجد هبوط برامج سخيفة لتوجيه الشباب إعلاميا حيث أصبحت أشك أنه سيأتي يوم مصر كلها تغني! وسمعنا صوتك، وكنت أتمنى أن نجد تطويرا لأساليب التعايش وفرض الأمر الواقع ولكن وللأسف نجد تخاذلا من كل الاتجاهات لعدة أسباب أولها:
الالتفاف حول المشكلة وتفاديها وعدم حلها:
فنحن دائما نبحث عن المسكن ولا نبحث عن الحل وهناك أمثلة كثيرة لذلك منها طوابير العيش والتي فوجئت أن المشكلة حلت في المدن وبقيت في الريف الذي من المتوقع أنه يكون أفضل حالا من المدينة وذلك لأن النساء فضلن الوقوف في الزحام والتشاجر مع بعضهن عن أن تخبز إحداهن وتكفي بيتها بحجة ارتفاع الأسعار وكذلك كان دور المسئولين على كافة المستويات فطالما يصل العيش إلى أيديهن بأي طريقة غير ريفية ومعادلة للمواطن العادي بحكم السلطة فهو على استعداد للبقاء على كرسيه أو أعلى منه ولو طحن الشعب ولم يبقَ ولا فرد في الشعب وإذا رأيت بعين الملاحظ فأزمة المواصلات نفس الشيء، وبعض الكوارث التي تراكمت منذ زمن لتصب الجحيم هذه الأيام فوق رؤوسنا مثل التعليم والثانوية العامية (العامة).
إن مصيبتنا اليوم ليست إدراك المشكلة ولكن فقد العناصر الأساسية لحل المشكلة أو بمعنى أدق عدم التفكير في استغلال المتاح بقدر التفكير في كيفية نقده وإلقاء المسئولية على أعناق الآخرين أيا كانت سلطاتهم أو مستوياتهم الاجتماعية. وذلك يرجع إلى أننا أصبحنا مجتمعا مفككا ولا ننظر لما يفيد الكل ولكن ننظر إلى أنفسنا فقط بحجة أن كل واحد مسئول عن نفسه وهذا يكون في الصح والغلط لكن عندما يكون المجتمع كله منهارا أو على حافة الهاوية لازم يكون كلنا يد واحدة للتفكير وليس التصرفات الصحيحة والخاطئة المتعلقة بالشخص نفسه وللعلم فأحد أسباب انتشار الأخطاء في المجتمع هي الفردية ونقف إلى هنا في هذه النقطة.
اليأس:
وكارثة أي أمة أن يكون شبابها مهمشا ومهملا، ومن يتعلم منهم لا يفكر في الآخرين ومن يتعلم منهم قد تعلم لأخذ واجهة اجتماعية أو لتحقيق ذاته فقط وليس عنده أدنى استعداد للوقوف جوار إخوانه فهو الحمد لله يسر له الله وبارك له بعمل يستحقه لأنه "بيعمل وبيعمل وبيعمل" وبالنسبة له الآخرون "مش بيعملوا حاجة"، أما الآخرين فهم دائما يظنون أنهم تعلموا ومش هينفع يشتغلوا بعلمهم لأن الكليات لم تعطهم كيف يعملون ويخططون لمستقبلهم!!! وإن كنت أعترف أن هناك قصورا كبيرا بدأ من أعداء (أعضاء) هيئات التدريس والمسئولين منهم تحديدا الذين يصلون لمناصب بطريقة لا تمت للكفاءة بصلة ولكن لها أبعادا حزبية أخرى، إلا أن الإعلام والمجتمع له تأثير نفسي كبير بما يثيره من مشكلات ودوافع نفسية لفقد الأمل لدى الشباب وتصوير أن الحياة ماشية بالرشوة وأنه لا يمكن تغيير الواقع وأن أي فكرة أو مقاومة هيطلق عليك النار سواء كانت من مجلس محلي مسئول أو أي من هذه العقبات إضافة إلى أنك ستكون موضع مساءلة بالإضافة لذلك يخرج عليهم الإعلام بأصناف من البرامج لا نريدها وليست ذات قيمة مثل الغناء وتفاجأ أنه في أحد البرامج التافهة جلست المذيعة والمذيع يسألان أحد الشباب المغنيين شبه المشهورين: "بيقولوا انك مش بتضيع وقت ممكن نعرف ازاي بتستغل وقتك؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وبعد ذلك تخرج الكليبات بأفخر أنواع الفيلل والسيارات على شاب مش لاقي يأكل وتفاجأ به بعد هذه الصدمات ليس متفائلا بالمرة فسيادته بدلا من أن يفكر ويطلع ويقرأ ويسأل من يعرفهم من مثقفين في منطقته أو كبار ذوي بصيرة عن ما ممكن يعمله (على فرض أن ملهوش في أي حاجة خالص) لا قاعد مع زملائه على القهوة يتندر على البلد ويقول لك ما هي مش بلدنا أنت شفت فلان مش عارف عمل إيه في الفيلم الفلاني ما هو ده اللي يحصل وطبعا أكثر فيلم تضرب به الأمثال "واحد من الناس". وطبعا سيادته معندهوش أي أمل في الدنيا لأنه وصل سن الثلاثين لا جاب شقة ولا تزوج والحمد لله كمان مالقاش اللي يساعده لكن لقى اللي يعرض له المشاكل ويديها فرشتين سود.
طيب نعمل إيه؟؟ عايزين اقتراحات وخطط عمل وأفكار جديدة:...... و....................................... للحديث بقية وإلى لـقـاء آخر إن شاء الله.
اقرأ أيضاً:
هدف: واحد/ صفر / اعترافات مسلمة في عالم الكفر مشاركة2 / رمضانيات: المسلسلات