أتأمل حياتي وأنظر لسنوات عمري وقد فرت من بين أصابعي كحبات الماء، فأتعجب من الحياة حين تدور العجلة ساحقة في طريقها أحلامنا وآمالنا، حين تصبح الحياة مجرد روتين وتأدية لواجب ثقيل.
أنظر إلى الوجوه المكدودة حولي وأتأملها وجوها طمست معالمها الحياة فأصبح هدفها الأول والأخير أن تظل العجلة دائرة دون توقف, ضاع دفء العلاقات الإنسانية الحميمة وتقطعت صلة الأرحام وسط هذه الحالة من اللهاث المرعب والبحث عن لقمة العيش.
دائما ما أحب أن أشاهد الأفلام القديمة، أحب أن أنظر لوجوه البشر على طبيعتها دون أصباغ تغطيها أستريح للون الأبيض والأسود، أحب لغاتها الراقية أفكارها حتى وإن كانت حالمة فهي أفضل من أفلام اليوم التي تواجهك بواقعك المؤلم حين تسود المادة لتغلف كل العلاقات وتسلبنا أجمل ما فينا حين تجردنا من إنسانيتنا لنصبح مجرد تروس في آلة عملاقة.
إنه زمن المادة زمن حاتم زهران حين يعلو صوت المال ساحقا بجواره كل قيم العدل والجمال، ناشرا قانونه المخجل حين يصبح لكل شيء ثمن، حين يصبح المال هو مصدر العزة والكرامة... أما الفقراء فلا مكان لهم وسط عالم يستبيح أعراضهم ويهدر حقوقهم ويهين كرامتهم.
لنقف جميعا موقف المتفرج من كل هذا زاعمين أنه ما بأيدينا من حيلة وأن تروس عجلة الحياة قد سحقتنا في دورانها المسعور.
واقرأ أيضًا:
أكل عيش وعالم الكبار السحري1 / رحلة البحث عن الذات / أما من أمل في لقاء قريب