إنها ليلة من ليالي يناير قارصة البرودة أطرافي مجمدة أضع الغطاء على وجهي فأشعر بحرارة أنفاسي، أستمد بعض الدفء منها أحتضن وسادتي بشدة فأشعر ببعض الراحة؛
أعجز تماما عن النوم ألقي نظرة على ساعتي إنها الواحدة صباحا؛
بالخارج أسمع صوت عواء كلب ينقبض قلبي أخبرتني جدتي ذات يوم أن عواء الكلب هو نذير شؤم قالت لي لا يعوي الكلب إلا حين يرى ملك الموت
أقطع الوقت بالنظر إلى ساعتي والتقلب يمينا ويسارا؛
أمني نفسي بالبقاء في فراشي الدفيء واحتساء كوب من الشاي سأتناول إفطاري اليوم في السرير؛
يأتيني صوت أمي من الغرفة المجاورة فيقطع استرسالي في أحلامي معلنه أنه حان الوقت للاستيقاظ
أنهض بتثاقل لتأدية نفس الروتين اليومي الذي أعتدت أن أقوم به منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما الفارق الوحيد هو أنني أكبر سنا الآن.
دق الجرس معلنا انتهاء الحصة الثالثة يرقص قلبي فرح، عشرون دقيقة أمتلكها أتحرك بحرية ولو في هذا الحيز المغلق
أخرج كيس طعامي، أسير ببطء في اتجاه سور المدرسة حيث اعتدت أن أقف دائما في زاوية تتيح لي رؤية الطريق أصاب بدهشة حين أشاهد بعض المارة يسيرون بحرية أو هكذا كنت أظن وقته.
ثلاثة عشر عاما وأنا محاطة بالأسوار
أهمس محدثة نفسي فقط لو يمر هذا العام سأكون حرة لأول مرة ألبس ما شئت أودع ضفائري للأبد سأخرج كل صباح لأمشي في الطريق بجوار سور مدرستي
سأخرج له لساني متحدية
لن يستطيع أن يمنعني من أن أكون خارجه
أتنفس بحرية
أرى الشمس بدون أسوار
أختلط بالمارة في الزحام
فقط لو يمر هذا العام
ويتبع >>>>: حلم ليلة شتاء مشاركة
واقرأ أيضًا:
زمن حاتم زهران / أما من أمل في لقاء قريب / بالأمس كنت صغيرة