حلم ليلة شتاء
أشعرتني الخاطرة ببرودة جميلة في حر أغسطس "الغلس" الذي أكرهه بشدة، فلأني أعشق الشتاء أحببت خاطرتك الجميلة المعبرة الدافئة. فهي حلم بريء لمراهقة تشتاق لفك قيود المدرسة التقليدية التي كثيراً ما أقلقتها وأثارت ضيقها وغضبها. وتعبير رقيق عن مشاعر معتادة كثيراً ما تنتاب الكثير من البنات بل غالبهن في هذه السن ونجحت في تصويره ببساطة هادئة تدخل القلوب مباشرة.
إلا أن الحلم يتكسر على صخرة الواقع القاسي حين تكتشف المراهقة الحالمة أن القيود التي حلمت كثيراً بفكها والتخلص منها، سرعان ما تعود في صورة جديدة في المرحلة العمرية التالية، في المرحلة الدراسية التالية، ثم في مرحلة العمل، بشكل جديد وإن تنوعت الصور فالمضمون واحد فهي كلها قيود وكلها أسوار تحيط بحياتنا وتقيدنا وتحد من حركتنا، فنحن بشر في النهاية نتحرك في حيز محدود على الأرض ولسنا أحرار مثل الطيور المحلقة في السماء التي تطير عالياً فوق البشر جميعاً بلا حواجز ولا أسوار ولا قيود.
ربما لهذا أعشق الطيور ولو خلقني الله حيوانا وكان لي الاختيار لاخترت أن أكون عصفوراً محلقاً في السماء! حتى أكون حرة!
وقتها فقط أتغلب على القيود البشرية التي تحيطني من كل جانب وتفسد حياتي وتقيد حركتي.
تحياتي لك على أسلوبك الرقيق ومشاعرك الدافئة وأحلامك الإنسانية الطبيعية التي أجدتِ تصويرها ببراعة، وأتمنى أن تواصلي الكتابة بانتظام حتى نستمتع بإبداعك المستمر.
أ. ولاء الشملول
تعليق الأستاذة مناضلة في زمن الجبروت الأمريكي
العزيزة ولاء؛
أشكرك على مشاركتك الرقيقة التي أسعدتني كثيرا ولو أن هذا ليس مستغربا من شخصية حساسة مثلك أكن لها كل احترام وتقدير وأسعد بمشاركتها فأرجو إلا تحرميني منها,
معك حق يا ولاء كانت هذه أحلامي حين كنت مراهقة صغيرة كنت أظن أن كل ما يفصلني عن الحرية هو سور مدرستي الثانوية حتى عركتني الحياة واكتشفت أنني الآن وبعد أن بلغت الثالثة والثلاثين من عمري أكثر قيودا مما كنت عليه وأنا مراهقة صغيرة، ولكنها متعة على أي حال أن نتذكر لحظاتنا وآمالنا الصغيرة حين كان القلب غضا لم تشوهه قسوة الحياة.
سعدت بمشاركتك وفي انتظار المزيد منها
تقبلي خالص تقديري واحترامي
واقرأ أيضًا:
زمن حاتم زهران / أما من أمل في لقاء قريب / بالأمس كنت صغيرة