أتأمل ملامح وجهي في المرأة أتحسس جبهتي فأنفي أشعر بالغربة حتى عن نفسي، تسلل الشعر الأبيض إلى رأسي أهمس بالأمس كنت صغيرة.
مدرستي الابتدائية حديقتها المغلقة دائما بقفل عتيق كنت أسميها حديقتي السحرية أختلس النظر إليها من خلف الباب المغلق أتأمل زهورها, عم حسن جنايني المدرسة صامتا دائما وأبدا أرقبه من بعيد أتمنى لو يفتح هذا الباب المغلق فأرى حديقتي عن قرب ولو لمرة واحدة.
مكتبة مدرستي هناك في القبو ننزل إليها بعدة درجات حفيف مروحة السقف ومس نجوان أمينة المكتبة مازلت أذكرها بشعرها الأصفر المصبوغ وصوتها الرفيع وهي تهتف قائلة ممنوع الأكل في المكتبة، ألتهم طعامي سريعا وأحيانا أتخلص منه حتى أستطيع دخول مكتبتي الحبيبة.
مرتبة نظيفة دائما أحب هدوءها وسط صخب الأولاد في الخارج، مسرح مدرستي دائما ما كنت أراه كبيرا بدرجة مرعبة أرقب كورال المدرسة والفرقة الموسيقية كم تمنيت أن أتعلم العزف على الكمان أحب صوتها العذب حركة القوس الرشيقة على الأوتار.
دادة حليمة وصندوق الحلوى حين كانت تدور به داخل الفصول في أيام الشتاء القارصة، فناء مدرستي وقد امتلأ ببرك الماء أدخل حذائي في إحداها مستمتعة بمنظره وقد أبتل تماما.
أقف تحت المطر وقد رفعت وجهي إلى السماء وأغلقت عيني بقوة مستمتعة بحبات المطر وهي ترتطم بوجهي غير عابئة بملابسي المبتلة
ما زلت أذكر كل ذلك وكأنه كان بالأمس.... بالأمس كنت صغيرة
واقرأ أيضًا:
أما من أمل في لقاء قريب / حلم ليلة شتاء / كيف تصنعنا الأزمات