في تكريم أستاذ الأجيال في مصر والعالم العربي البروفيسور يحيى الرخاوي أمد الله في عمره.. ضمن شهـــر الطــب النفســي العربـــي
أيــام تكريـم "البروفيسـور يحيــي الرخـاوي" 29-30-31 أوت/أغسطـــــس 2008 الذي تكرم فيه الصديق العزيز الدكتور جمال التركي مؤسس ورئيس الهيئة العلمية الاستشارية للشبكة العربية للعلوم النفسية... يشرفني أن أكتب رسالتي الأولى بهذه المناسبة ويتبعها رسالتان.
الرسالة الأولى:
هي منكَ... وإليكَ..
أبا الأطباء...
يا ليثاً في غابة الحق… تزأر عبر وديان العدل… في حقول وروابي الحياة… يا شمعة صمتٍ… في هضاب وبساتين الأسى الدفين.. يا غرسة شعور… وبذرة إحساس…
غرست في حقول حياتنا من روحك نسمات عذبة... وأنبت في صحراء أعوامنا من نفسك أنفاساً عطرة..
إنَّ الإله… حملكَ من الفطنة والحنكة… ما جعل منكِ كتلة أخلاق وعلم… وإرادة... وملكتَ من عبقرية المقدرة… العفو والغفران... مما جعل منكَ قديسا في عيون القديسين… وصديقا في وجدان الصديقين…
وعجنتَ من الصفاء … ما خولكَ التحدي والمثابرة… مما وهبك العزف على ناي الحياة… استقامة، ونول الأيام… إصلاحا، ووتر النقاء… طهارة...
أبا الأطباء...
غدراً… ناوأتك السنون والظلمات… حسداً… تحاول أن ترمي بأقواسها أسهماً تتعشق عمداً إضعافك... لتظن أن شموسك إلى المغارب آفلة… وأنّ أشرعتك مزقتها أظافر الوهن… والتعب… والسنون…
إنني رأيتها طائشة هي الظلمات… تستل بيدها الآثمة خنجراً من السواد البهيم ليطعن فؤاداً من النور... ويلطخ صدراً زين بالبياض الناصع… ومتى كان النور يركع خاشعاً… من صوامع الطيش… ومعابد الجموح… ومقابر الظلمات… ليس كل نجمة إذا خفقت غابت وهبطت.. ولا كل غيمة داكنة إذا زحفت… أنبأت بهطول الغيث... فكم من نجمة أخفقت… فأضاءت.. وكم من قر اشتد… حتى غدا أحر من الحر…
أبا الأطباء...
أيقظتني أصابع الحياة من ثبات عميق… وحملتني لأكون أمام تكريمكم.. يا من مهد الله لك في معبد أطباء النفس متسع ومكانة.. يتشرف التكريم بالسعي إليكم...
يا من محيط علمك.. أضنى ضعف كاهلك… أنت في الهيكل والمعبد مع الملائكة والمحبين والأتقياء… يا قرة عيون أطباء النفس.. يا هانئ الروح والسريرة…
يا من تعلمنا بين يديك أبجدية العلوم النفسية.. اعذر ضعف كلماتنا أمام تدفق بحار علمك..
أبا الأطباء...
عهدنا منك الطمأنينة والسكينة… وهدوء البال… وسرور الخاطر… والثقة والأمل… والتفاؤل.. عهدنا منك التواضع والسمو... والرفعة والشموخ... وعهدنا كل الصفات الحميدة... وعهدنا منك الحب.. وكيف يكون القلب.. الأرض الوحيدة التي لا يدخلها غاصب...
أبا الأطباء...
الورد والياسمين... تسلم عليك… والزنابق والزهور بكل خشوع وخضوع تركع مسبحة بين يديك… وأما العطور تسجد إجلالا بين يديك.. تكريما لم قدمته...
إليك…
إليك… من تلامذتك.. بالحب… تبادل... مهجتيك..
إليك… بعض من علمك.. كطيف.. ولىّ… من ناظريك..
إليك… مما… علمتنا.. هي بضع.. كلمات إليك..
إليك.. ممن... نهلوا... علما… بين يديك..
هي ما حاولت أن أكتبت...
هي منك.. واليك..
31-8-2008
الرسالة الثانية:
السلام عليكم
أستاذنا الكبير معلم الأجيال البروفيسور يحيى الرخاوي...
في تكريمكم أستاذ الأجيال في مصر والعالم العربي البروفيسور يحيى الرخاوي أمد الله في عمره.. ضمن شهـــر الطــب النفســي العربـــي
أيــام تكريـم "البروفيسـور يحيــي الرخـاوي" 29-30-31 أوت/أغسطـــــس 2008، الذي تكرم فيه الصديق العزيز الدكتور جمال التركي مؤسس ورئيس الهيئة العلمية الاستشارية للشبكة العربية للعلوم النفسية...
يشرفني أن اكتب رسالتي الثانية بهذه المناسبة ويتبهعا الرسالة الثالثة..
الخلاص
تعلمنا على يديك أستاذنا الكبير البروفيسور يحيى الرخاوي... الخلاص...
علمتنا كيف يكون الخلاص… شفاء..
وكيف يكون الخلاص… طريق الطهارة إلى الخلود… ومنارة الهداية في موانئ السفن… وعنوان الصدق والعفوية والبراءة..
وكيف أن الخلاص… قلبُ المحبة… والمحبة قلبُ الله… في الأبدية..
وكيف أن الخلاص… دربٌ شاقٌ طويل… لكنه آمن.. هادئ.. بسيط..
تعلمنا منك أن نغسل البراقع من البقع السوداء… لتعود ناصعة البياض… وأن نغربل الأدمغة من العاهات المستديمة… والحالات العالقة… وأن نصوّل حبات اليقين من الأحاديث والمواقف… وأن نجمع حبيبات الأعمال… من بيادر الأكف والصدور… وأن نضعها في صومعة الربيع والخريف… نتكئ عليها هادئ العقل والضمير.. فبها تستقيم التضاريس المعوجة..
علمتنا أن الخلاص… هو أسلحة النور تُقذفُ به حلكات الفسق والفجور… هو وقفة صدق مجرد… في وجه الشمس… تمتد عبر الشواطئ المتلاطمة آثاماً… شامخة في وجه الحياة..
علمتنا أن الخلاص… هو تحويل أدغال العهرة.. إلى مغارة المسيح..
علمتنا أن الخلاص… هو حق ملائكي للبشر الطيبين..
علمتنا أن الخلاص… شفاءٌ مطلق..
1-9-2008
الرسالة الثالثة:
السلام عليكم؛
أستاذنا الكبير معلم الأجيال البروفيسور يحيى الرخاوي...
في تكريمكم أستاذ الأجيال في مصر والعالم العربي البروفيسور يحيى الرخاوي أمد الله في عمره.. ضمن شهـــر الطــب النفســي العربـــي
أيــام تكريـم "البروفيسـور يحيــي الرخـاوي" 29-30-31 أوت/أغسطـــــس 2008، الذي تكرم فيه الصديق العزيز الدكتور جمال التركي مؤسس ورئيس الهيئة العلمية الاستشارية للشبكة العربية للعلوم النفسية...
يشرفني أن اكتب رسالتي الثالثة بهذه المناسبة..
ملاكٌ.. يتألم.. تأملاً..
ويعجز ضعفي عن وصف ما أكن لك أيها الملاك…
ويقهر صمتكَ سريرتي…
وأجلُ فيكَ أموراً… يُذهب بريقها البوح بها…
فأنتَ تجاوزتَ حدوداً كبرى وعشعشتَ في مخابىء لا يمكن الوصول إليها…
من الأفاق اللا مرئية عبر مدى المجريات التي يحيا فيها من يود الصعود إلى الغيوم…
وعانقتَ السحاب الأبيض بهدوء ونعومة… ومررتَ برقةٍ إلى غياهب الزوايا الصعبة… في حاجة الأزمنة المنيعة… وفي وسط الزحام… تراكمت النجوم… لتشهد ذاكَ الذوق الرقيق والمواجه…
في انتظار الأزل عبرتَ عن كل غير مألوف…
وفي الغسق الروحي… مزقتَ الحجب الرمادية الداكنة… وتطهر بالنار والنور مجالات الكون الداخلي…
ويعجز العجز… ولا متابعة…
لكنها ومع تراقص الأشعة وغزل الخيوط اللا مرئية آتية من بعيد.. بعيد…
تحدٍ مع الذات… قافزة عبر الحاجز الكتيم… محطمة كل الجدران…
لتبقى إلى الأمد البعيد.. البعيد…
الأستاذ والمعلم الكبير.. بإخلاص.. غريب…
والملاك… المتألم.. تأملاً.. فريد…
1-9-2008
واقرأ أيضاً:
مؤتمر دمشق لأطباء النفس العرب (1) / هذا الحذاء