يقولون أن المحن قد تفرز منا أشخاصا آخرين ولكن أي نوع من الأشخاص نعني هل يمكن أن تغير فينا أشياء كنا نعتز بها؟ كإيماننا بالحق والعدل
هل يمكن أن تغير نظرتنا للبشر والأشياء فلا نعود ننظر لهم تلك النظرة التي تحمل الكثير من حسن الظن!!
أم قد تصيبنا بالتبلد تجاه الناس والأحداث؛
ربما تجعلنا نرى الوجوه على حقيقتها بدون أقنعة فنكتشف الطيب من الخبيث، وأحيانا قد تقوينا وتجعلنا أكثر رحمة وتقبلا للآخرين.
تعودت من خبرتي مع البشر والحياة ألا أتوقع منهم الكثير بل أرضي بما أحظي به ولذلك أعتدت ألا أغضب من أحد أو أشعر بالضيق لأنني دائما ما أشعر بامتنان تجاه أي شيء يقدم لي وألتمس العذر في حالة التقصير وليس هذا من باب حسن الخلق ولكن أرى أنها حيلة دفاعية لتجنب الشعور بالخذلان.
أحيانا أشعر بأنه لولا مروري بتجارب وخبرات غير سعيدة ما كنت لأفكر بالآخرين علي هذا النحو فقد مررت بتجارب مشابهة وعرفت كم هو مؤلم أن تحيا منعزلا عن الآخرين خوفا من الرفض أحيانا أو نتيجة لظروف قد تكون خارجة عن إرادتك كونك خجولا مثلا مما قد يعطي انطباعا خاطئا للآخرين بأنك شخصية مغرورة أو معقدة.
لا أعرف حقا أحيانا ما أشعر بأنني قد تخلصت من تجاربي المؤلمة وما عدت أذكرها حتى أجدها تطفو فجأة علي السطح معلنة عن وجودها رغم أنني كنت أزعم لنفسي بأنني قد استطعت أن أدفنها في بئر عميقة؛ هل حقا يجب أن نمر بخبرات الألم كي نتعلم أحيانا ما أقول لنفسي ألم يكن هناك من وسيلة أخرى أقل إيلاما كي تزيد خبراتنا وتنضج مشاعرنا؟!!
واقرأ أيضًا:
حلم ليلة شتاء / بالأمس كنت صغيرة / مالك الحزين