ذاهبة في مهمة خاصة بالجهة التي أعمل بها كان المكان على أطراف المدينة هناك بعيدا بعيدا..
حيث لا قيمة لشيء الأيام تتشابه والحياة تمر..... بشر أصبحت كل مهمته في الحياة كيف سيقضي هذا اليوم كيف سيمر؟ وماذا يأكل؟
أناس ما عدت تعرف أهم أحياء أم أموات
كانت هناك ورقة قد لصقت على واجهات المنازل في أكثر من مكان نداء إلى أهل الخير لمن يعثر على طفل في الثانية عشر من عمره وقد حملت أوصافه..... سرحت أفكر هل عاد إلى أسرته أم ضاع إلى الأبد وسط زحام المدينة, ومن يهتم إن بقي أو ضاع مثله مثل آلاف نسمع عنهم كل يوم مجرد خبر في صحيفة أو ورقة ممزقة على حائط متهرئ، طفل صغير بيده رغيف خبز "حاف" كان يلتهمه بتلذذ.... وآخر يلعب في مياه الصرف الصحي التي تحيط بـ "العشة" التي يسكن فيها وكأنها إحدى حمامات السباحة.
على واجهة محل كالح اللون ملابس متدلية تدل على فساد ذوق صاحبها ملابس للغلابة بأسعار زهيدة؛
النسوة يقطعن الوقت بالوقوف في الطرقات والتحدث عن الحال والعيال وغلاء الأسعار كانت الوجوه مبتسمة رغم كل شيء.
أهو رضا بهذا الواقع المؤلم أم استسلام العاجز أم أنهم قد ارتضوا من الحياة بالعيش على هامشها... وسواء أكانوا سعداء أو مستسلمين فمن يهتم؟؟
أخذت أردد بيني وبين نفسي
ما عاد شيئا يهم
واقرأ أيضًا:
بالأمس كنت صغيرة / مالك الحزين / لماذا لا نسامح جلادينا؟