أحبتي؛
هذا نموذج من الموضوعات التي تناقش على "منتدى مجانين":
لطالما مرت هذه الكلمات على مسامعنا جيل فاشل... جيل منحط... جيل هابط... جيل لا أهداف له...؟؟؟
خاصة من الجيل القديم والذي نطلق عليه جيل ابيض واسود هههههههه، فلماذا كل هدا الظلم في حقنا وهم لم يفسحوا لنا المجال حتى لنثبت ذاتنا وشخصيتنا... فهل هم محقون فيما أطلقوه علينا من تسميات؟؟؟ وما الحل لتغيير نظرتهم فينا؟
* تعليق الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني
من قال هذا؟؟!!!
الابنة وردة وردة....
جيلكم بالتأكيد أفضل من جيلنا، من قال أنكم جيل منحط وتافه وضائع وأحمق وجاهل؟!
أنتم أكثر ثقافة ومعرفة بما يحيط بكم في العالم من حولكم،
أنتم أعرف باستخدام الكومبيوتر والمحمول والتكنولوجيا الراقية، وجيلنا بالكاد يستطيع استخدام الكومبيوتر والإنترنت والمحمول!،
أنتم أكثر معرفة بالدين وأحكامه من أبناء جيلنا والأجيال السابقة، وأقصد بكلامي هنا معرفة الدين على نطاق واسع ولعدد كبير من أبناء أمتنا، وإن كان فيكم عدد كبير من التافهين والمنحطين والحمقى والضائعين والجهال، فهذه مشكلة قائمة في كل الأجيال منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل ظلما وحسدا وحقدا، وهذه الفئة من المنحطين والحمقى والضائعين موجودة في كل الأجيال، ولكن المهم ألا يُترَك لهذه الفئة الضالة دفة القيادة في الأمة.
ولو قمنا بعمل مسح إحصائي على عدد كبير منكم كجيل وعدد مماثل من جيلنا، لوجدنا أنكم أكثر ثقافة ومعرفة ودينا منا عندما كنا في مثل أعماركم.
وفي الحقيقة لا يرجع الفضل لنا كجيل في زيادة وعيكم وثقافتكم ولكن يرجع الفضل في ذلك للتطور التكنولوجي (التقني) الرهيب في تطور الفضائيات وشبكات الاتصالات المختلفة، مثل الإنترنت والمحمول مما سهل العثور على المعلومة الدينية والثقافية بسهولة، مع تطور معارفكم وثقافاتكم المختلفة.
قد يكون لنا كجيل فضل نموكم -أثناء طفولتكم- بالطعام والشراب والملبس والمأوى واللغة، وكل هذا من رزق الله لنا ولكم، مع تقديمنا بعض الرعاية لكم للحفاظ عليكم في أثناء طفولتكم.
طيبي نفسا يا ابنتي؛ لابد وأن تكونوا كجيل أفضل من جيلنا، وإلا لكنا نحن مقصرين تقصيرا كبيرا في تنشئتكم، وأظن أننا كجيل عشنا مرحلة الطفولة المتأخرة لأمتنا، وكذلك عاش أكثر من جيل قبل جيلنا، وأظن أنكم تعيشون اليوم مرحلة المراهقة لأمتنا، تلك المرحلة الصعبة والمتعثرة والمتعسرة (مثل الولادة المتعسرة)، وكما يعرف الجميع أن مرحلة المراهقة هي من أخطر المراحل التي يعيشها الإنسان، وهي عنق الزجاجة التي من بعدها نصل كبشر لبدايات مرحلة النضج، وأمنيتي على الله عز وجل ألا تطول فترة المراهقة في أمتنا، كما طالت مراحل طفولة أمتنا طويلا، ولعدد كبير من الأجيال السابقة لجيلنا؛ لكل هذا عليكم أن تتجهوا -بكل قواتكم الهادرة- بالأمة إلى مرحلة النضج، وهذا يضع حملا ثقيلا على كواهلكم؛ فهمتكم أيها الجيل القادم لأن مسئولياتكم كبيرة، والتبعات الملقاة على أكتافكم كثيرة، والاختيارات أمامكم متعددة، والخطأ في الاختيار سيشكل خطرا كبيرا، ليس عليكم فقط ولكن أيضا على الأجيال التي ستأتي من بعد جيلكم.
أحر دعواتي ومن سويداء قلبي بالتوفيق والسداد والرشد والنجاح لكم.
واقرأ أيضاً:
رسالتك في الحياة / أبي هو الأفضل مشاركة