تعتعة نفسية: الشذوذ والنبوغ والطب النفسي
(خطأ جيد وإشكال معاِصْر)
اتصل بي الابن محمد الدسوقي واعتذر لي بأدب جم عن أن اسمي أُنزل تحت موضوع ليس لي علاقة به، وأنه (محمد) سوف يصحح ذلك في العدد القادم، (هذا العدد)، شكرته، وطمأنته أن هذا وارد ونحن بشر، وإن كنت قد خفت حين قال إن العنوان هو "أسرار مقتل زغلول الرشيدي" خفت خشية أن يتصور الناس أني فعلاً مسؤول عن التحقيق في حين أني أتجنب بشكل حاسم وكامل أية فتاوي عن أية جريمة تحت التحقيق مهما استدعت الانتباه أو شغلت الرأي العام. قاومت مخاوفي وانتظرت حتى صدر الدستور مبكراً يومين، واضطررت لقراءة الموضوع، وأنا عادةً لا أميل إلى مثل هذا النوع من الموضوعات، وإذا بي أفاجأ أنه مكتوب بطريقة فيها حذق شديد وحرفيّة متميزة، وتحفظ كريم، وأمانة طيبة، أثار عندي هذا الموضوع إشكالات علمية وأخلاقية لم أجد لها حلاً حتى الآن:
فالمجني عليه كان شاذاً جنسياً كما يقول التحقيق وفي نفس الوقت كان عبقرية قانونية لا تبارى، وأيضاً كان رهيف الحس دمث الخلق، ورجل البولس الكريم كان فائض الإنسانية على غير ما شاع. تزاحمت الأسئلة من كل جانب وهي تحتاج إلى تأمل مهما كانت الإجابات غير حاسمة
(أ) لماذا يتميز كثيرون ممن يقال عنهم شاذون عن الأشخاص العاديين؟
(ب) ما هو الحد الفاصل بين الشذوذ الجنسي وما يسمى مرضاً؟
(جـ) لماذا بالغ المجتمع الغربي في تحامله ثم قبوله ثم إعلائه لهذه الفئة بالذات؟ بدا الأمر كما لو أنه سوف يصل إلى المديح والتسويق والتفضيل للشذوذ الجنسي عن السلوك الطبيعي.
(د) ما هو موقف الطب عندنا من كل هذا الأمر بصراحة؟
كل هذه الأسئلة يمكن تناولها في تعتعات لاحقة برغم الحرج الجاهز، لكن ليس في العلم حرج، أليس كذلك.
قبل أن أختم أضيف هامشاً مهماً في منطقة أخرى (الصحافة) وهو طلب الإجابة على سؤال يقول: هل من المسموح به، أو حتى من الأصول، أن ننشر اسم راحل عنا، له كل هذه الرقة والمميزات هكذا، مهما بلغت الأمانة وصدق المديح؟ خاصة وأنه لم يطرأ ما يستدعي النشر، أليس للراحل عائلة وأقارب وأصدقاء يعرفون ولا يعرفون ما كان؟، وأيضاً قد نرجع إلى كل ذلك في تعتعات لاحقة.
نشرت في الدستور بتاريخ 13-10-2005
اقرأ أيضا:
الحذاء الطائر، والبصقة العالمية، ومسؤولية الفرحة / تعتعة نفسية: هذه المؤتمرات الرائعة (الملتبسة) / تعتعة نفسية: سبب المرض
التعليق: أنا شاب أعاني من مرض الشذوذ الجنسي أريد حلا للمشكلة ..
فإن كان لا يوجد حل أرجو الرد
أنا أقبل علي الانتحار والله أنا أعاني بشكل لا أحد يتحمله
أرجو الرد في أسرع وقت ممكن