تاراباتاتووووه..... (16) حفل زفافي
لم أكن أتصور أني سأصل إلى أقصى نقطة شمالية في مصر عابرة إلى فلسطين في يوم من الأيام، فكما قلت دخولي فلسطين حلم كبير من أهم أحلامي ولكن...؛ ودائما تأتي كلمة لكن لضياع مشاعر عميقة أو حلم مرغوب بقوة أو موقف صعب وفارق في الحياة، أما أنا فقد مررت بالثلاثة أسباب للكن!، فقبل السفر لغزة كنت قد انفصلت عن الحياة من حولي فلا عمل ولا دراسة ولا مشكلات ولا زوج ولا أبناء؛ فقط أصحو على قناة الجزيرة فتغفو عيني وأفيق فجأة على حديث الصباح في القناة من جديد!
وظللت أدرس كل ما يمت بصلة لاضطراب ما بعد الصدمة -الحرب- سواء كان تدريبا أو دورة أو بحث عن طريق النت أو أي شيء لأستعد بقوة لهذا العمل الصعب، وبتوفيق من الله جمعت ما يجعلني أطمئن لتمكني من التواصل مع الجرحى بقدر من النجاح يرضيني، وعزمت على السفر لمدة أسبوع ولو حبوا لأطأ بقدمي أرض الرباط والقدس والأقصى ولتقع عيني على أبطال حقيقيين ورجال ندر أن تراهم في هذا الزمان، وكنت أول من وصل لمقر اتحاد أطباء العرب في تمام السادسة إلا الربع أي قبل الموعد بربع ساعة فلم أجد أحداَ ولم أجد "الباص" الذي سيقودني إلى حلمي الكبير!!
وقلت لنفسي لعلي أخطأت في التوقيت ويبدو أني سأقع في الوسواس دون أن أدري ولكن بعد فترة صغيرة أنقذني وجه دكتور مهدي من الوقوع في براثن الوسواس بابتسامة مشرقة تقول هيا نحقق الحلم معا، ثم توافد باقي الأطباء منهم من أعرفه ومنهم من لا أعرفه ومنهم من لن أعرفه، وظلت مشاعري تتقاذفها أمواج الفرح مع الانتظار واللهفة وبعض الخوف...
ويتبع >>>>: تاراباتاتوووه... ومدخلتش غزة!! (2)
واقرأ أيضًا:
تاراباتاتوووو / يوميات مجنونة صايمة / من أنت؟