تاراباتاتوووه ومدخلتش غزة (5)
اليوم الثالث كان بمثابة نفاد الصبر وعدم تحمل فكرة عدم العبور فنحن لا نفعل أي شيء، فقط نقف طول الوقت على أرجلنا وننتظر السماح ولا نجد إلا "مراد" يحدثنا نفس الحديث حتى كدت أشك انه يدخل لأحد في الداخل أصلا وأنه يغيب ساعتين مع نفسه في الداخل ليخرج لنا بنفس الجملة! وشعرت بضيق تقريبا كل من حولي وشممت رائحة اتخاذ قرار أخافه وأكره سماعه وبالفعل حدث! فتناقش معظم الأطباء وقرروا أنهم سيمكثون اليوم الثالث حتى الثانية عشر فقط وبعدها سيعود كل لأدراجه لأنه لا معنى ولا طائل من الوقوف، فالمنطق والعقل يقول نعود لأعمالنا وحياتنا حتى يتم فتح المعبر، وبدأت أشعر بقلة حيلتي وأنني أغلب العاطفة على العقل وأني أحتاج لحسم هذا الصراع فكل الفريق قرر العودة بعد مناقشات ومداولات وحسابات كثيرة وطبيب واحد فقط هو من قال سأظل هنا حتى يفتح المعبر وأنا أقف في المنتصف!
وما أكره هذا الموقف على نفسي فلم أعشق المساحة الرمادية في حياتي أبدا حتى وإن خسرت أشياء أتمناها رغم تحفظي على ذلك ولكنني هكذا، ووجدت دموعي تسبقني حين أرادوا أن يناقشوني في رأيي وماذا سأفعل، ففريق المنطق يتحدث حديث العقل، والطبيب الرافض أراه مجنونا يعشق المغامرات والترحال والمعاني وأنا لا أقوى على اتخاذ قرار الرجوع ولم أذهب للمغامرة، وبدا الكل يحدثني نفس الحديث بدءا من أصدقائي والدتي التي ترى أنني ألقي بنفسي إلى التهلكة وأن عدم مروري رسالة من الله بالعودة مرورا بزملاء الرحلة مختلفي الشخصية والتفكير وانتهاء بدكتور وائل الذي هاتفني ليقول "يا بنتي ارجعي" يا الله أعني...
ويتبع >>>>: تاراباتاتوووه ومدخلتش غزة (7)
واقرأ أيضًا:
تاراباتاتوووو / يوميات مجنونة صايمة / من أنت؟