في هذه الليلة شيء يشغلني.. ومنذ عدة أيام يدور في خلدي.. ولم أجد مبررا في نفسي إلا أن أصنعه..
أنا الذي فاتني القطار.. لا أريد أن الحق به ولكني من مكاني هذا أريد أن أصنع شيئاً.. من الأشياء المتوفرة بين يدي وهي ليس أكثر من هذا الجهاز الموصول بالشبكة..
كنت أحلم يوماً أن أعمل بصحيفة محترمة وأن يصل صوتي إلى الآفاق، وأن أجاهد لخدمة الناس وأحقق العدالة حسب استطاعتي ولم يتحقق هذا الحلم.. وحلمت أن أعمل في التلفزيون وكذلك لم يتحقق، وحلمت أن أكون شاعراً وكاتباً مشهورا، وكذلك لم يتحقق.. ثم حلمت أن أنشأ مجلة أو جريدة وكذلك لم تكن الإمكانيات متوفرة ولم تكن الإجراءات سهلة والعراقيل كثيرة.. وبعد انسحابات وانكسارات كثيرة وممارسة أعمال خارج إطار ما كنت أريد، قررت أن انشأ موقعاً على الشبكة يكون بمثابة صحيفتي الشخصية هكذا وبعد مرور زمن طويل وذلك اضعف الإيمان أمام نفسي.
الحقيقة الحماس لم يعد متوفرا مثل أيام الشباب الأولى يوم كنت مستعدا أن اعمل بالمجان لدى أي جريدة.. والصحة لم تعد كالسابق، وانتشار السموم في الجسم واضح ومعالم الشباب لم تعد موجودة وحيوية تدفق الدم أصبحت ثبطت، وحتى الأسنان بدأت تتخلخل في مكانها.. والله المستعان.. ولكن رغم ذلك وبعد مرور حوالي عشرين عاماً على تخرجي من قسم الصحافة في جامعة دمشق لا يزال يراودني شعور بأنني مازلت صحفياً، وأنه لابد من تدفق الشعور المختزن في يوم ما..
ربما يتم هذا الموقع وربما لا يتم.. ولكني أحلم أن أكتب ما أريد وأن أدون ما أريد.. وليكن ما يكون..
سأتعلم المزيد من التكنولوجيا، والكثير عن الانترنت وإدارة المواقع.. وسأقرأ كثيرا وأطلع، رغم ضيق الوقت، ورغم تراكم الديون، ورغم كبر المسؤوليات..
ترسخت لدي في السابق فكرة أن ما لم أستطع أن أحققه ربما أتركه لأولادي كي يحققوه، ولكن كلمة تفوه بها أحدهم أمامي اقتنعت بها بالمطلق وهو ما لم أحققه أنا فلن يحققه لي أحد حتى ولو كان ابني.. ولا أعتقد أن أحدا سيتحدث عن حلمي وعن شعوري، وعما اختزنه كما يمكنني أنا أن أتحدث.. وقررت أن أعمل عند نفسي صحفياً تحت التمرين..
ما رأيكم، هل لرجل تعدى الأربعين أن يبدأ في تحقيق حلم كان أجدر أن يتحقق قبل عشرين عاماً؟؟
واقرأ أيضاً:
من المنتظر..... / داونلود / عينان زرقاوان