هذه ليست دعوة للطلاق ولكن.. رأيت أهلي وعائلتي مبهورين بفكرة التغيير شأنهم في ذلك شأن كل مصري .وبقدر حجم الانبهار إلا أنهم هم أنفسهم لا يتغيرون. ولماذا؟ ليس لأنهم لا يستطيعون ولكن لأنهم وببساطة لا يريدون أن يدفعوا ثمن التغيير بينما هم في الغالب يدفعون أثمانا أخرى.. ما الدنيا إلا مسرح كبير قالها قديما فنان الشعب يوسف بك وهبي، مفيش فايدة قالها يوما زعيم الأمة سعد باشا زغلول وعلى ما يبدو أن هاتين الجملتين هما الأكثر تأثيرا في وجدان شعبنا المصري، سيبك بقى من "ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد" والكلام الفارغ ده نحن نحب أن نتفرج على التغيير ولا نحب التغيير ومكاننا الطبيعي في مسرح يوسف وهبي ليس على خشبة المسرح ولكن تحت.. في الصالة.. على مقاعد المتفرجين وهذا هو مشهد ما حدث في جامعة القاهرة منذ أيام، جاءنا المتغير الكبير.. جلسنا، واستمعنا، صفقنا، هللنا، صرخنا، ثم عاد المتغير الكبير من حيث أتى وكذلك نحن!!
في مراهقتي رأيت قمة ريجان مبارك، ثم قمة بوش الأب مبارك، ثم قمة كلينتون مبارك، ثم قمة بوش الابن مبارك، وأخيرا أوباما مبارك. العيب فينا لأننا بتوع إللى تعرفه أحسن من إللى ماتعرفوش رأيت هذا المثل ينطبق حتى على مستوى حياتنا الأسرية والعائلية. ولكم استمعت في برنامج أرجوك افهمني لعدد هائل من المكالمات لسيدات مقهورات تعيسات بأصوات مختنفة غاضبة ونفوس حائرة ومع ذلك مستمرات في علاقات زوجية كارثية وغير قادرات على التغيير وإنقاذ أنفسهن وتغيير واقعهن وإذا سألت عن المبررات فلن تجد أكثر منها "أصلي باحبه" و"عشان الأولاد" و"نظرة المجتمع".
المبرر الوحيد الحقيقي هو التخاذل والخوف والضعف. التغيير يخيفنا يرعبنا، بل ويعتبره حكامنا نوعا من قلة الأدب والخيانة. لقد تحدثت مع الرجال على المقاهي أثناء إنجازي لأفلام وثائقية لحركة شايفنكم وأكثر ما سمعته بعد المبالغة في الشكوى هو كلمات مثل "آدي الله وآدي حكمته، أمرنا لله وربنا يعدٌَل الحال". وأقول لنفسي إننا سنسعد دائما بتغير غيرنا وتقدم غيرنا ولكننا نحن لن نتقدم خطوة واحدة للأمام ولن نتطور أبدا قبل أن نتعلم الإحساس بالمغامرة والقدرة على أخذ الخطوة الأولى بدلا من أن نظل على ضفاف ذات النهر لا نفارقه منذ فجر التاريخ. لقد كان حكامنا دوما نوابا عن الشعب في كل شيء حتى في الغنى والترف والصحة والسعادة والهناء وطول العمر..قصدي طول الحكم. وكرها منا في التغيير جعلنا منهم ليس مجرد أحكم الرجال على مر الزمان بل أسعدهم أيضا!!
اقرأ أيضاً:
أوباما جاي/ ماذا لو كان رئيس الجمهورية مسيحيا؟