يوميات مجانين : ماذا جرى يا ترى
أرسلت "هدوء الليل والقمر" الطالبة المصرية 21 سنة صاحبة كثير من المشاركات على مجانين تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله لكم وجزاكم الله الخير كله؛
سيدي العزيز حضرتك تتساءل هل هناك متعة في التصوير؟ فأنا أسأل حضرتك هل يجد بعض الأشخاص متعة في أن يشاهد أشخاص غيرهم صور خارجة بدون إرادتهم أو متعة في إجبار أشخاص على مشاهدة شيء سيء؟ لأن الموضوع منتشر جدا وحدث لي هذا الموقف أكثر من مرة. ففي كثير من المرات وأنا في المواصلات مثلا وأكون فاتحة البلوتوث ترسل لي رسائل والغريب أن هذه الرسائل لازم توصل حتى مع رفض استلامها. والأغرب من هذا أن هذه الرسائل ترسل حتى في الكلية فممكن أكون في المسجد مثلا وأجد إن الموبايل لاقط صور وطبعا الشخص المرسل لا يفرق بين الموبايلات المرسلة لها و/أو يحدد مكان وجودها فدائرة البلوتوث واسعة فهل الشخص المرسل لهذه الصور مستمتع بإجبار غيره على رؤيتها الله أعلم وهل دى مرض جديد من أمراض عصرنا أيضا الله أعلم
وحاجة ثانية بعد إذن حضرتك وجود مثل هذه الموبايلات وما تحمله من (بلاوى) ودخول صاحبها يصلى في الجامع طيب بتصلى ازاي وأنت معاك ده أصلي بكون غالق الموبايل وأنا في الصلاة فكده بقى عادي طيب وتصلي عادي كده يمكن دي قلة وعي أو ضعف إيمان الله أعلم أيضا، والمشكلة كمان إن ممكن تلاقي مجموعة من طلبة جامعة وقاعدين يتفرجوا والموضوع بقى ايزي خالص الحمد لله ربنا يحمينا ويهدينا ويبعد عنا شياطين الجن والإنس
آسفة على الإطالة والتجاوز في الأسلوب
لكم كل التحية والتقدير
مجنونة بمجانين
25/7/2009
ولك منا كل التحية والتقدير يا "هدوء الليل والقمر"، أهلا وسهلا بك وشكرا على مشاركتك هذه في هذا الموضوع المهم (أثر استيعاب الصور الإليكترونية والمادة الفيلمية في المحمول في كل يد) هذا الموضوع الذي لم نعطه حقه بعد على مجانين ولا أعطاه الدارسون العرب حقه في الدراسة والبحث وأخاف أقول محاولة الفهم والانتباه حتى للأسف..........
وحقيقة فإننا نكاد نلهث في محاولة الإلمام بأطراف التطور والتحول والسيولة التي أصبحت تصبغ كل شيء حولنا.. فما نكاد نفرغ من محاولة فهم تأثير تطور ما إلا وتبرز لنا تطورات سريعة في التقنيات... مثلا النص الذي تشاركين فيه نشر سنة 2005 وكان نقل الصور بالبلوتوث هو التقنية التي نخشى عواقبها ونحاول التعامل معها... وإن هي إلا سنة وربما بعض شهور وأصبحت الهواتف المحمولة قادرة على تبادل مقاطع الفيديو و..... وأصبحت المادة الفيلمية الجنسية في كل يد تريد وأحيانا في يد لا تعرف...... والله أعلم بعباده في بلاد جيوش المحرومين المكبوتين قليلي الحظ من الثقافة والتكوين.
منذ شهور كانت تتردد على مسامعي من مرضاي إفادة بأن الناس في أغلب الأحوال تحمل مادة جنسية على الهاتف المحمول وأن الطلاب والطالبات في مدارسنا يتبادلون المقاطع الجنسية من محمول لمحمول.... ولم أكد أستكمل تخيل الموقف والاستعداد لتنبيه الناس حتى وجدت اليوم ببساطة وأنا أستكمل بحثي بسؤال مريضتي (15 سنة) عن آخر دخول لها على موقع جنسي.... أنا أسأل متخيلا أنها تحتاج على الأقل لكومبيوتر محمول قادر على الاتصال بالإنترنت ففاجأتني بأنها تدخل من غرفتها ليلا بعد أن ينام من في البيت قلت كيف قالت بالمحمول يا دكتور اليوم بجنيه!
واضح جدا يا "هدوء" أنك تعرضت لمعاكسات من نوع إرسال قذائف بلوتوث عليها مادة جنسية وهذا نوع من الإزعاج والمضايقة الجنسية ربما تصح عليه تسمية الإزعاج الجنسي Sexual Harassment وواضح أنك تشعرين بالقرف الشديد والذي للأسف لم أستطع تعريض نفسي له فأنا لا أفتح البلوتوث إلا نادرا وأبقى واعيا حتى أنهي منه غرضي ولكنني دائما غير ظاهر على شبكة البلوتوث لأحد بينما أنت تظهرين وربما استطاع بعضهم ابتكار ما يفقدك السيطرة على جهاز هاتفك المحمول فإذا أنت تستقبلين غصبا عنك وتتساءلين يا ترى يجد متعة في إجباري على ذلك وترين الموضوع منتشرا والله أعلم بذلك... وبصراحة لم يشتكي لي منه أحد ولا أنا متابع جيدٌ لتطورات نقل المعلومات الفيلمية.... ولابد أصلا من السؤال لماذا تفتحين البلوتوث هذا في الشارع؟ أرجو أن تعوِّدي نفسك على إغلاقه مباشرة بعد استعماله في كل مرة وتنتهي مثل هذه المشكلة.
نعود بعد ذلك إلى حكاية "اليوم بجنيه" هذه ماذا تعني؟ منذ ما يقارب السنة دخلت في نقاش مع مريض هوس شاب مراهق اشتكى لي أبوه من أنه "طول الليل سهران مع العاهرات" فتخيلت أنها مكالمات تليفونية طويلة المسافة فقلت له كيف يا ولدي كم مرة احتجت لشحن رصيد المحمول فقال لي أبدا ليس التشات مرتفع السعر يا دكتور كأنه بلا شيء ليس فيه تحميل فسألته أنت داخل الإنترنت بالمحمول قال نعم.. قلت وتكتب بسهولة على هذه اللوحة قال طبعا....
ما حدث في الآونة الأخيرة هو أن المواقع المختلفة أصبحت تقدم نسخا من الفيديو خفيفة الوزن سهلة التحميل من الإنترنت على المحمول... والمحمول في يد الجميع..... وكذلك تطورت أساليب انتقال المعلومات من جهاز لجهاز وزادت سعة الأجهزة...... وهناك من أجهزة المحمول ما يسع ويسع وهناك أيضًا كروت سعة إضافية.... وهناك مادة فيلمية سائلة من محمول لمحمول وهناك بالفعل دوائر ودوائر في فصول المدارس وأروقتها وفي الجامعات وفي المقاهي وعلى النواصي في القرى والأحياء الشعبية وفيها جماعة يتفرجون على مادة فيلمية جنسية في المحمول.
لا يشترط إذن أن تكون هناك متعة في فرض عرض صورة جنسية على أحد وقد يكون لذلك علاقة بالاستعرائية في حالة كون الصور صورا للشخص نفسه... ولكنها في أغلب الأحيان وفي بلدان كبلداننا خاصة لا تهدف لأكثر من الإغواء أو المعاكسة!
في بعض بلدان العالم الثالث نجد انتشارا وتكاثرا ملفتا للنظر يبدو أحيانا أكثر من المطلوب لمحلات صيانة المحمول وهذا ربما يبدو طبيعيا إذا تصورنا أن كل إنسان في العالم سيحمل هاتفا محمولا وهذا بالطبع حق من حقوقه كإنسان، ولكن لا الأمر أخطر من هذا فأحد أفضل وسائل التربح هو تحميل المواد الترفيهية على المحمول... ويمكنكم وضع ما تشاءون من الخطوط تحت كلمة ترفيهية....
وحتى هذه الإمكانية خربتها إتاحة الإنترنت للجميع في أيديهم واليوم بجنيه ربنا يستر!
ورغم ثبوت ضرره الاجتماعي والنفسي والأخلاقي وبرغم كل ما سبق لا يستطيع أحد تحريم المحمول إذ لم يثبت ضرره الطبي... وتبقى الأمور الأخرى رهينة باختيار الإنسان لكن الفتنة كبيرة ولا أحد مُعَدٌّ جيدا لها........ وبالتالي يكون من الواجب إغلاق المحمول عند الدخول إلى المساجد أو الكنائس، أو تغيير إعداده ليصبح صامتا كي لا يصدر عنه صوت يزعج المصلين أو العابدين لكن لا علاقة لأحد بما يحمله صاحب المحمول على محموله فهذه بينه وبين ربه.... لا داعي لزيادة التحبيك إذن ونقول مثلك : الموضوع بقى ايزي خالص..... الحمد لله ربنا يحمينا ويهدينا ويبعد عنا شياطين الجن والإنس!
ويتبع>>>>> : ماذا جرى يا ترى؟! اليوم بجنيه! مشاركة1
واقرأ أيضًا:
أسر المرضى النفسيين ضحايا مُتَجَاهَلين! / مصر كلها الآن ترقص كيف الجزائر؟