ماذا جرى يا ترى؟! اليوم بجنيه! مشاركة
أرسل محمد علي حشيش (مهندس، 39 سنة، مصر) يقول: ولا يزال السؤال قائما
أخي العزيز د. وائل أبو هندي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بمتابعة كل من المقال الأصلي والمشاركة والفارق الزمني بينهما والردود.. أجد أن الأمور بالطبع أصبحت أكثر تعقيدا في ظل عدم وجود آلية لتربية النشء الجديد في وجود تلك التقنيات الحديثة التي تتقدم كل دقيقة.
مبدئيا، أرى أن هناك سؤالين لم يتم الإجابة عنهما:
1- كيف يمكننا تربية الأبناء والشباب في ظل وجود كم هائل لا يمكن وصفة من المواد المصورة الجنسية ولا يمكن إغفال وجوده أو نقول يتم تربيتهم بعيدا عنه، العقل يقول أننا يجب البحث عن وسيلة صحيحة وآلية صالحة للتعامل مع الواقع وليس إنكاره وكأنه ليس موجودا.
2- ذكرتم في كثير من المواضع أن "الاستعراء"، مرض للذكور ونادرا أو ليس موجودا في الإناث... الإنترنت تثبت العكس، معظم ما يبث فيها هي مواد لإناث تصورن برغبتهن وليس قصرا، إلا لو كانت تقوم بتصوير نفسها من أجل شخص ما ويقوم هو بنشر هذه المواد، ولكن مع هذا الكم وكيف (حيث أن بعضهن قمن بالتصوير بنفسهن)، ما الوضع الآن؟
-- هذا السؤال فقط تأكيدا لما طرحته حضرتك في أواخر المقال.
ولي تعليق خاص بالتكنولوجيا وهي تخصصي،
1- البلوتوث تقنية لنقل البيانات في مسافات قصيرة حيث أنها لا تتعدى 10 متر. نعم يوجد منها ما يبلغ حتى 100 متر ولكنها ليست في التليفونات المحمولة. من يرسل هذه المواد يكون قريب من المرسل له.
2- بالطبع يجب إغلاق البلوتوث إذا لم تكن ترغب في استقبال ما لا ترغب من الغرباء. أما موضوع إجبار الشخص على رؤية ما لا يريد فهذا غير صحيح بالمرة، نعم يوجد عيب (هكذا أصنفه أنا) في أجهزة نوكيا ما قبل جيل N80 وهو استقبال الرسائل قصرا ولا يمكن تجنبها بعمل Cancel ولكن لا يوجد إجبار على فتح الرسائل.. محتوى الرسالة يوجد داخلها وبالتالي يمكنك إلغائها قبل فتحها. وأيضا يمكنك عدم قبول أو رفض الاستقبال وبمجرد انتقالك من المكان والمسافة الكافية لن تصلك الرسالة.
3- نعم، اليوم بجنيه هو سعر استخدام الإنترنت في أغلب شركات المحمول خصوصا فترة الصيف ولكن على المستخدم الوعي والاستفادة منها وليس سوء استخدامها، فهذا يرجعنا لنفس الدائرة وهي دائرة تحريم المفيد بسبب سوء استغلال البعض.
4- سوف تتقدم التكنولوجيا أكثر وأكثر وسوف يأتي يوم تكون الإنترنت على الأجهزة مجانا ومن خلال الأقمار الاصطناعية مباشرة ولا حكم ولا تحكم فيها من قبل الحكومات المركزية وهذا ببساطة هي أصل فلسفة وجودها لأول مرة وهي في طريقها وسعي مهندسيها لتكون أكثر انتشارا وحرية وأوسع مجالا وكل ما نحن فيه لا يعد سوى خطوات لما هو قادم، وسوف تصير الإنترنت كالهواء والماء، رجاء البحث على حلول بعيدا عن وهم تحجيم وتقليص دور الإنترنت كما يظن كثيرين، خصوصا علماء الدين.
مع خالص تحياتي وتقديري
وكل عام وأنتم جميعا بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك.
3/9/2009
* تعليق الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي
أهلا بك يا ابن حشيش أسأل الله أن ينعم عليك في رمضان هذا بكل فضل يمنحه الله عباده في رمضان، أوحشتني مشاركاتك كثيرا والله وها أنا أعود أستفيد من المعلومات التي تقدمها لنا خاصة في التكنولوجيا مجال تخصصك الوثاب إلى ما سيغير كل شيء في العالم الحالي تقريبا...
تسأل كيف يمكننا تربية الأبناء والشباب في ظل ثقافة الصورة والعري الجنسي الذي أصبح عادي وهو في طريقه لأن يصبح مفروضا إلا على من يصر على إغماض عينيه غضا للبصر، فيطورون تقنية تجبره على الرؤية وهو ممسك على جفنيه وعيناه مغلقتان... ولا أتصور هذا بعيدا يا ابن حشيش وأظنك توافقني أنهم يستطيعون إذا أرادوا، وهم حقيقة استطاعوا بالفعل بما أنجزوه اليوم أن يعرضوا كل ذي عينين لرؤية الفحش إلا من رحم ربي سبحانه...
وكنت قلت ورددت من قبل في غير موضع واحد أن التربية القائمة على المنع تفشل أو ستفشل بالتأكيد المغلظ جدا ولابد من تحميل الأطفال والمراهقين المسئولية والثقة فيهم بعد تعليمهم وتنوير بصائرهم... لكن المشكلة من سينور ومن سيعلم؟ معنى ما أهدف إليه هو أن ابني أو بنتي تعرف أنها ببساطة تستطيع عن طريق هاتفها المحمول أو جهازها المحمول أن تشاهد مادة جنسية أيا كانت ولا أحد سيكتشف ذلك أو يعرفه غير الله وهذا كفيل بألا يُفْعَل أي أننا سنحيي في أبنائنا مراقبة الله عز وجل... وهذا طبعا باشتراط أن كثيرا من المفاهيم والقيم والضوابط الدينية قد تربى على الأطفال ولم نتركهم مثلا أمام فضائيات الأطفال لتربيهم بدلا عنا.... وأرجو ألا يطلع علي أحدهم ليقول لي نريد حلا نتعامل به مع الواقع الذي وصلنا إليه ففعلا تركنا أولادنا وبناتنا ونادرا ما اقتربنا منهم ولا فهمناهم ولا تكلمنا معهم أصلا في مثل هذه المواضيع خاصة وأنهم كانوا منشغلين بالدراسة كل الانشغال... بالتالي فإن لدينا جيلا بكامله تعلم كل شيء مع نفسه عبر وسيلة من وسائل التكنولوجيا دون أن يعد لذلك إعدادا مسبقا... للسائلين عن حل عملي لهؤلاء ردي سيكون: آسف ليس لوضعنا الحالي حل!
وأما ثاني أسئلتك فهو المتعلق بذكرنا أن "الاستعراء"، مرض للذكور ونادرا أو ليس موجودا في الإناث.... وترى أن الإنترنت تثبت العكس... وسأناقش معك الموضوع المتعلق بمفهوم الاستعراء Exhibitionism والذي يبدو أن استخدامه لا يقتصر فقط على معناه الطبي أو القانوني وهما ما نهتم به كأطباء نفسانيين فالاستعراء عندنا هو أحد الشذوذات الجنسية Paraphilias أو اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorder والعلامة المرضية المميزة هي أن يكشف ذكر شاب أو عجوز عضوه الجنسي (قضيبه) منتصبا أو غير منتصب فجأة لعيني أنثى تذهلها المفاجأة أو تقرفها (تثير اشمئزازها) وليس الاستعرائي يريد أكثر من ذلك... وإن تلا ذلك الفعل تخيلات عن حدوث اتصال جنسي مع الضحية..... لكن الأغلب أن الضحية تفغر فاها أو تصرخ وتهرب؛
ومتعته الأساسية التي ربما يستخدمها بعد ذلك في الاستمناء هي في كيفية رد فعل المرأة وليس في غير ذلك من الممارسة الجنسية، المهم هذا فعل فاضح غير مقبول في كل مكان في الدنيا، والطبيب النفسي تعرض عليه حالات كثيرة خلال عمله إما طبيبا نفسانيا وإما مستشارا لجهة قانونية كلهم ذكور فعلوا هذا وبعضهم قد يفضل سنا معينة كطالبات الإعدادي أو الثانوي وبعضهم يهمه فقط أن تكون أنثى وبعضهم والعياذ بالله يمارسها في إطار شذوذه الجنسي المثلي لكن هو دائما ذكر يعرض قضيبه....... وبالمقابل نحن ما زلنا لم نسمع بأنثى تفاجأ ذكرا بأعضائها الجنسية... وما يزال الرأي الأغلب والمنطقي أن الاستعراء من جانب المرأة طبيعي وهو ليس استعراض الأعضاء الجنسية الأولية خاصة على الإطلاق ونعتبره من جانب المرأة تعبيرا طبيعيا عن ممارستها لحياتها وليس مرضا....، والفرق واضح إذن من الناحية الطبنفسية والقانونية.... بل أكرر التساؤل الذي سألته من قبل: إذا كان ما يمثل الرغبة الملحة التي لا تقاوم لدى مريض الاستعراء الذكر هو رد فعل الأنثى التي يفاجئها أنه يعري ذكره لها فكيف يكون المقابل الأنثوي؟ أي ماذا تكون الرغبة الملحة عن المرأة التي تستعري باعتبار أن الأمر لا مفاجأة فيه؟؟ لأن عيون الذكور غالبا "تندب فيها رصاصة" كما نقول في مصر؟ وليس متوقعا أن يصرخ أحدهم من الفزع مثلا لأنه رأي امرأة تتعرى أمامه، بل رد فعله يكاد يكون معروفا إلا من عصم ربي؟
وأما الاستعراء بمعناه الاجتماعي الواسع أو في عالم الفن أو في عالم الإنترنت فقد تغير واتسع..... أصبح الاستعراض فيه فنونا وطرقات وأشكالا يا ابن حشيش ولا ننسى النقاش الذي طال في حكاية هوس التعري والمشاركة فيه حين استغربنا المسألة في شكلها البعيد عن الصورة فصاحبة المشكلة كانت تحيي حفلات رقص ومجون وتعرض فيها جسدها على الجميع ثم تمارس الجنس مع واحد منهم آخر الليلة... ولكنها كانت تستمتع بنظراتهم لها...
فمن يقول لنا أن هذا غير ممتع للأنثى بل هو ممتع ولكن ليس في غير إطار وليس بما فيه امتهان للجسد كما كانت تفعل صاحبة تلك المشكلة في الواقع الحي ومثلما تفعل كثيرات من كل حدب وصوب في العالم ويضعن على الإنترنت في الواقع الافتراضي، فهذا كله استعراء في غير إطار وإن كانت المتعة في الواقع موجودة وذات معنى بينما هي على الإنترنت غير موجودة غالبا إلا في حالة تبادل المقاطع الفيلمية بين طرفين وهو ما أتصور أنه يحدث جدا من خلال كاميرا الويب... والمسألة فعلا مليئة بالأسرار.... لكن لسيولة الصورة الجنسية على الإنترنت وفي الفضائيات تأثير كبير على المخيلة الجنسية للإناث بوجه عام مثلما للذكور لكن أحد تأثيراتها الأكيدة في النساء هي الانحراف عن الفطرة السوية ولعل هوس التعري الظاهر حاليا على الإنترنت وفي الفضائيات من الإناث جزءًا من ذلك الانحراف..... أكرر الشكر على مشاركتك يا باشمهندس ورمضان كريم.
واقرأ أيضًا:
ماذا جرى يا ترى؟! اليوم بجنيه! مشاركة / مصر كلها الآن ترقص كيف الجزائر؟