اتفاقية محاربة الفساد هي أهم اتفاقية أصدرتها الأمم المتحدة خلال هذا العقد. ونظرا لأهميتها وضرورة تطبيقها بفاعلية عقدت على مدار 3 سنوات ثلاثة مؤتمرات للدول الأطراف المصدقة على الاتفاقية وعددها 141 دولة من أجل الاتفاق على آلية تنفيذية للمراجعة (مراجعة ومراقبة مدى التزام الدول بتطبيق الاتفاقية).
وقد انتهى مؤتمر الدوحة الذي انعقد في نوفمبر 2009 إلى اتفاق حول الكثير من البنود مثل استرداد الموجودات والكثير من الأمور الصعبة وإن ظهر انشقاق واختلاف بين الدول حول آلية المراقبة، فظهر اسم مصر مقرونا بالجزائر وزيمبابوي وكوبا كدول ترفض مراجعة شفافة ومحاسبة ناجعة ومشاركة الشعب في إبداء رأيه وعلنية نشر التقارير. وفي الجبهة الأخرى دول الاتحاد الأوربي ومعظم دول الأمريكتين وجنوب شر ق آسيا فيما عدا الصين، الذين قالوا "لا محاربة للفساد بدون شفافية".
حركة مصريين ضد الفساد التي أشرف بالانتماء لها تعلن عن غبطتها بالتفاعل العالي للحكومة المصرية في النقاش حول تطبيق الاتفاقية حتى وإن شاب هذا التفاعل رغبة واضحة من جانبها في تقييد الاتفاقية ونزع أنيابها، على أمل أن يأتي اليوم الذي تقتنع فيه الحكومة المصرية ورئيس دولتها بأن هذه الاتفاقية هي أملهم الوحيد في قيادة عادلة لشعب مصر الذي يزيد تعداده على ال80 مليون نسمة، إلى الرفاهية.
ونود أن نشيد بالموقف الداعم الذي أخذته الجرائد المصرية والإعلام المستقل وعلى رأسها جريدة المصري اليوم في توعية المواطن المصري بأهمية هذه الاتفاقية وفي مطالبة الدولة بالالتزام بتنفيذها بفاعلية. وجريدتا الدستور واليوم السابع في إنجاح جائزة المحارب المصري ضد الفساد والتي حصد فيها المستشار محمود الخضيري أعلى الأصوات بإلقاء الضوء على مرشحي الجائزة وإتاحة موقعهم الإلكتروني للتصويت على المرشحين.
هذه هي السنة الرابعة التي نقدم فيها هذه الجائزة وعلى مدار السنوات الأربع الماضية رُشح لها نماذج عديدة من أفراد وجماعات الشعب المصري يجمعهم أنهم استطاعوا أن يقفوا أمام مغريات الفساد من أجل مصلحة الآخرين. هؤلاء المرشحون أثبتوا ويثبتون كل يوم أنه باستطاعتنا جميعا أن نغير من طبيعة حكامنا وأنفسنا وأن نتغلب على ثقافة الفساد.
٠ لا يفوتني تقديم اعتذار واجب للسيدة الكريمة صديقتي كريمة عبد الجبار حرم المستشار أحمد مكي ومنسقة حركة "مصريين ضد الفساد" بالإسكندرية التي جمعت مئات التوقيعات من أطياف المجتمع السكندري من القاضي للغفير على بيان الحركة من أجل الضغط على الحكومة المصرية لتفعيل الاتفاقية الدولية لمحاربة الفساد كما باعت مئات الدبابيس "ضد الفساد" التي نقدم من ريعها جائزة المحارب المصري ضد الفساد. لامتني السيدة كريمة لأني في خضم الزحام في احتفالية المحارب المصري ضد الفساد نسيت أن أقدم لها شكرا وعرفانا هي تستحقه. وها أنا أعتذر لها وأقول لها يا أستاذة كريمة لك مني كل تقدير وأرجو منك أن تقبلي مني شكري واعتذاري.
اقرأ أيضاً:
المرسى والمريس/ المرسى والمريس