تعليق على كتاب (تقرير علمي) للدكتور محمد عمارة
جاءني تساؤل غاية في الأهمية من صديقة على موقع مجانين دوت كوم... محتواه التعجب من أن يكون الأستاذ الدكتور العلامة محمد عمارة، والذي هو رمز من رموز الإسلام، قد قام بتأليف كتاب فيه ازدراء للديانة المسيحية، بناء على نشر خبر رفع دعوى قضائية على الدكتور عمارة من أحد المحامين المسيحيين تتهمه بازدراء الديانة المسيحية في كتابه الأخير الذي نشرته مجلة الأزهر تحت عنوان (تقرير علمي)، وأعتقد أن المتسائلة لم تكن تدري أن هذا الكتاب كان رداً على كتاب من كاتب مسيحي تحت عنوان (مستعدون للمجاوبة) يهاجم فيه عقيدة الإسلام ونبي الإسلام، ويجادل فيه عن غير علم، وعن سوء قصد، العديد من الحقائق.
وكان التساؤل عن أهمية أو خطورة هذا الفعل وفي هذا التوقيت من الدكتور عمارة، وعن أهمية الجدل في مواضيع العقيدة الإسلامية والمسيحية في وقت كثرت فيه الفتن، ولا زالت فلسطين مغتصبة؟؟؟ وأن الكثير من القضايا التي يجب مناقشتها أهم من الخوض في مثل تلك الأمور.
نعم، فعلا فإن الدكتور محمد عمارة، ومن واقع ما وصفته به المتسائلة نفسها من أنه رمز إسلامي، وأنه داعية للإسلام، كما أنه يمثل بشكل رسمي مجمع البحوث الإسلامية، هذا بالإضافة لتخصصه الرفيع في دراسة الأديان، قد قام بإصدار كتاب اسمه (تقرير علمي)، وبموافقة من الأزهر الشريف، ولكن كانت هناك مغالطة...
المغالطة كانت في وصف الكتاب اللذي هو بالفعل تقرير "علمي" بأنه ازدراء للدين المسيحي!!!!!، ومن يجرؤ على ذلك؟؟ أليس هذا وصفاً لا يليق بالإسلام الذي كرم المسيح عليه السلام، وأمه مريم أيّما تكريم....... نعم إنها مغالطة وتشويه للحقائق...
فقد كان الكتاب ما هو إلا رد "علمي" مهذب، ومنهجي على كتاب تم نشره وتداوله بالفعل في بلد الأزهر الشريف، تحت عنوان -مستعدون للمجاوبة- من كاتب مسيحي اسمه د/سمير مرقص، محتواه لا يخلو من الإساءة للإسلام، ولرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، ولعقيدة الإسلام، وأنه كان كما اعتبره الدكتور عمارة منشور تبشيري....
وإذا كنا لا نستطيع منع مثل هذه الأمور البغيضة في الدانمارك، ألا يجب منعها والرد عليها في بلد الأزهر الشريف؟؟؟
وإذا كان عنوان الكتاب المزعوم (مستعدون للمجاوبة)، أتكون المجاوبة في شكل مغالطة ورفع دعوة قضائية بالازدراء؟؟ على منهج "ضربني وبكي، ثم سبقني واشتكى"؛ أليس هذا اعتراف بعدم القدرة على المجاوبة أو علي الرد العلمي؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
أكان يجب أن ينتظر علماء المسلمين أن يدافع عن عقيدة الإسلام أحد الأساقفة العقلاء من الأقباط حفاظا على الوحدة الوطنية؟؟؟
أيكون الحفاظ على الوحدة الوطنية فقط على حساب الإسلام، والسكوت على الادعاءات الكاذبة والموجهة ضده، وفي بلد الأزهر الشريف؟؟؟؟
أليست عقيدة الإسلام والحفاظ على معتقداته هي المحرك الأساسي وراء وقوفنا جميعا من أجل القدس وغزة؟؟؟ وهي سبب الوفاء لفلسطين المنهوبة؟؟
ثم هل يجب على المسلمين إخفاء ما يعتقدون فيه أو الامتناع عن مناقشته العلمية تحت ادعاء المحافظة على الوحدة الوطنية، وهل يفعل غيرهم ذلك، وهل يخجل أحد من عقيدته، وهل هذا هو الازدراء أو الاحتقار؟؟؟؟
أليست مجلة الأزهر التي نشر من خلالها ذلك الكتاب العلمي موجهة للمسلمين حتى يتعلموا عقيدتهم...
ألم نتألم جميعاً من سكوت الأزهر الشريف عن مواضيع غاية في الأهمية ومن تضاؤل دوره المفترض؟؟؟
ألم يعش المسيحيون والمسلمون في مصر بلد الأزهر على قدم المساواة في الحقوق والواجبات، وإن ادعي غير ذلك عملاء المهجر؟؟
وأتساءل!!! متى يكون الوقت المناسب لمناقشة مثل هذا الكتاب المزعوم والذي صدر في هذا الوقت بالذات؟؟ ومَن يتصدى للرد إذا لم يكن من علماء الأزهر الشريف؟؟ وهل يستطيع من قام بالبكاء والدعوى القضائية أن يرد رداً علمياً؟؟؟، وهل أقام دعوى قضائية على من أساء للإسلام باسم المسيحية؟؟؟
إنني أرفض كما يرفض كل مسلم أن يكون هناك أي ازدراء أو احتقار للدين المسيحي، ولكنني لا أسكت عن الدفاع عن عقيدتي الإسلامية عندما يهاجمها من جهل بها أو من أراد بها السوء، ويشهد على ذلك الكثيرون من أصدقائي وجيراني وأحبائي من الأقباط وأخوة الوطن والإنسانية.
وإذا كان المسلمون لا يقدرون خطورة ما قد يحدث من دمار عندما يسكت المسلمون على ادعاء ما قد أنكره القرآن العظيم فأنا أنصح كل مسلم بإعادة التفكير فيما يعتقد...
واقرأ أيضاً:
ماذا يعنى فراغ الساحة المصرية من الكفاءة؟ / كشف النقاب عن معركة النقاب... صراع النوايا