بلغنا من مصادر موثوقة أن الدول العربية، وبعد فشل الجامعة العربية في أداء أي دورٍ يُذكر في حل الأزمات العربية وعدم تمكنها من إيجاد أي نوعٍ من التكامل الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي بين الدول العربية والتي يُغرد كل منها خارج السرب ولا تتعدى قممها كونها حفلات (كوكتيل) تشريفية وفشلها في التدخل الناجح لحل أي أزمة واجهها العالم العربي، ولأن جميع المؤسسات الحكومية في العالم العربي هي مؤسسات فاشلة ولا تُحقق أي أرباح سوى للقائمين عليها، فقد قررت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية طرحها للخصخصة وبيعها لمجموعة من المستثمرين من القطاع الخاص!
وللوقوف على حيثيات هذا القرار أجرى مراسل إذاعة "صوت الخيال" مقابلة حصرية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية إليكم نصها:
ـ المراسل: معالي الأمين العام أهلاً وسهلاً بك في هذا اللقاء.
ـ الأمين العام: أهلاً بحضرتك وسلامي لكل المستمعين.
ـ المراسل: هل حقيقة أنكم ستقومون بخصخصة جامعة الدول العربية!؟
ـ الأمين العام: سؤال كويس جداً، نحن في جامعة الدول العربية وبعد مراجعة الأداء لهذه المؤسسة منذ تأسيسها لاحظنا وللأسف الشديد عدم وجود أي فاعلية لها مقارنة بالإتحاد الأوروبي أو حتى مجلس التعاون الخليجي؛ فجميع قرارات الجامعة تبقى حبراً على ورق ولا أحد يُنفذها.
ـ المراسل: ولمن ستبيعونها؟
ـ الأمين العام: والله شوف أنا حاكون صريح معك؛ نحن لا نريد لمن يشتري جامعة الدول العربية أن يُبقيها على حالها، بل نريد منه أن يُفعلها بشكل قوي يُمكنها من أن تلعب دوراً هاماً في السياسة العربية والاقتصاد العربي والدولي، ولأن العرب يتفقون على شـيء واحد فقط وهو الاختلاف فيما بينهم بدءً من الطائفية والأيديولوجية انتهاءً بمباريات كرة القدم، فقد قررنا أن لا نبيع جامعة الدول لأي مستثمرين عرب! آه هو كده والله!!!
ـ المراسل (متعجباً): يعني حتى عندما تُخصخص جامعة الدول العربية لن يكون للعرب دور في إدارتها، لمن ستبيعونها إذاً؟
ـ الأمين العام: شوف حضرتك النهارده مين بيلعب أكبر دور على الساحة العربية؟ الدور الأكبر تلعبه أمريكا ثم بريطانيا ثم إيران ثم تركيا التي انضمت حديثاً إلى اللعبة العربية كي تتدارك ما فاتها وتحصل على حصتها من الكعكة. إذاً سيكون من الذكاء أن يتم بيع جامعة الدول العربية لتحالف مؤلف من هذه الدول وتكون حصـة كل بلد فيـه تتناسـب مع الدور الذي يلعبـه على السـاحـة العربيـة.
المراسل: لا أصدق ما أسمع!! هل تريد أن تقول أن الأمر بلغ حداً أن جامعة الدول العربية ستُسلم إلى دول أجنبية لا تمت للعرب بصلة كي تُديرها!؟
ـ الامين العام (مبتسماً): وليه لا؟ لا أدري لمَ أنت متعجب هكذا؟ انظر إلى الدور الذي تلعبه أمريكا في القرارات العربية وإلى بريطانيا ونفوذها وإلى إيران وتغلهلها في العراق ولبنان وفلسطين واليمن حتى أصبحت لاعباً رئيسيا في أي قرارات عربية تُتخذ بشأن هذه الدول، وأليسـت إشـارة واضحـة أن العرب قد انتهى دورهم في إدارة الملفات العربيـة؟ أليـس من الأفضل أن نُسـلم الجامعـة العربيـة لأصحاب الشأن؟ لندع أمريكا وبريطانيا وإيران وتركيا تُدير جامعة الدول العربية ونجلس نحن كعرب ونُريح دماغنا وبلا قرف!!!
الحكومة في لبنان لا تُشكل إلا بموافقة إيران وأمريكا، و"فتح" و"حماس" لا تتصالحان إلا إذا وافقت أمريكا وإيران على شروطها، والانتخابات في العراق مرهونة بموافقة السفيرين الأمريكي والإيراني والاختلاف بين سوريا والعراق لا يُحل إلا بوساطة تركية...!!! قل لي بربك أين دور العرب وجامعة الدول العربية من كل هذا؟
ـ المراسل: وماذا سيكون دورك أنت في هذه الجامعة الجديدة؟ وماذا سيكون اسمها بعد الخصخصة؟
ـ الأمين العام: أدينا بنسافر كل يوم لبلد ومبسوطين والحمد لله؛ سياحة يعني!! أما الاسم الجديد فسيكون "الشركة الدولية المتحدة لإدارة شؤون الدول العربية المتفرقة".
وشكراً لإذاعة "صوت الخيال" على هذه المقابلة الشيقة.
٠ جميع الأحداث والشخصيات والأخبار في هذه المقابلة خيالية ولا تمت للواقع بصلة.
واقرأ أيضاً:
(بيزنس إز بيزنس)!!! / مقال خمس نجوم