الأمة هي الحل: مشاركة، ودعوة للاجتهاد
الأمة هي الحل
أرسلت صفاء (30 سنة، طبيبة، مصر) تقول:
أستاذي الفاضل دكتور أحمد عبد الله أشكرك كثيرا لردك وتعليقك، وحقيقة تعليقك على فكرتي من العمق والوجاهة ما يجعل التعليق عليه يحتاج إلى تفكير عميق، لكنني في تعليق سريع ربما يليه آخر أعمق أقول أنني أتفق معك تماما فيما فصلته من أشكال المترجمين، وأظن أنك حددت مربط الفرس سيدي في ضرورة إيجاد أصحاب الأفكار الجديدة في كل تلك المجالات، لكنني مع محاولاتي المتواضعة للترجمة في دوائري المختلفة وجدت أن الأمر ليس سهلا على الإطلاق فتحويل الفكرة إلى عمل منتج أمر غاية في الصعوبة بل وقد يحتاج إلى إعادة صياغة العقول من البداية، وهو ما يحتاج إلى وعي شديد من المترجم بالواقع وأحوال الناس واهتماماتهم ودوافعهم ونظرتهم للحياة وعلى المترجم أن يمتلك الإجابات المقنعة التي سيحتاجها بالتأكيد حينما يسأله الناس عن السبب المقنع الذي سيدفعهم للتغيير فما تراه تعليقا على شماعة القضاء والقدر وتواكلا وكسلا، يشرحه آخرون كأفضل أشكال الرضا والاحتساب والصبر ولن يكون مقنعا وقتها أن نقول: ما هذا الغباء؟ خاصة عند الحديث عن الدين فالغيبيات صارت مهربا سهلا للاوعي عند الكثيرين لكيلا يبحثوا عن الحلول لمشكلاتهم.
أعتذر أخيرا لما أزعجك مني وأعدك أنني لن أتوقف يوما عند كوني "مجاهدة انترنت" وأشكرك كثيرا مرة أخرى لردك الرائع المتميز الذي ينتزع التعليقات مني انتزعا شكرا.
14/12/2009
وما زلت منتظرا لهذا التعليق الآخر الأعمق، لكنك قلت: ربما، وربما تفيد الاحتمالية!!
وردا على تعليقك السريع أقول أن ما نحن بصدده، أو ما نحاول فعله أو نشره أو تأسيسه هو تيار مختلف، وطريقة أخرى في التفكير والممارسة، والناس تتأثر بأحوال المتكلم وأفعاله أكثر مما تتفاعل مع الكلام لأن الكلام كثير، ولاحظي مثلا كيف يغزو الغرب العالم بخلق نموذج في اللبس والتصرفات، والموضات، وأنماط في السلوك الاجتماعي، ويحتاج هذا إلى نوع من الإلحاح والتسويق والتبسيط، وعدم الصدام مع المعتقدات الأساسية مباشرة، ولكن البحث بذكاء عن عقدة الأمور، وهي المفاصل التي إن انحلت تتفكك المنظومة المطلوب تفكيكها دون كثير ضجيج!!
وفي فنون التغيير السلمي للعقول والمجتمعات كلام يطول، ويحتاج الأمر إلى نفس طويل، وعمل دؤوب، ومحاولات متواصلة حتى نصل فرديا وجماعيا إلى صيغ ووصفات مناسبة لأحوالنا، وستبقى هذه الصيغ والوصفات بمثابة خطط عامة مقترحة يأخذ منها الداعي الساعي للتغيير ما يناسب ظروفه، ويدع ما لا يناسبه، وتحياتي.
واقرأ أيضًا
على باب الله: قها/ على باب الله: قطرة في بحر