لما كنت..... مأذون (1)
الشيخ مش بيتعامل مع النساء خالص، ورافض حتى انه يسمع صوتي!، قلت اومال الأب هيعمل فيا ايه؟، ونفهمه احنا كذا وبنعمل كذا ولازم أكون موجودة أبداَ، حسيت بغصة في قلبي واهانة وبعدها حسيت انه صعبان عليا أنه يكون بيفكر كدة، ماقدرش يشوف غير إني واحدة مش واحد ومقدرش يكبر عن الموقف الي واخده بشكل شخصي من وجهة نظر تدينه، واقترحت على الشخص الي كان معايا في الفريق إنه يكون الوصلة عشان ما يكلمنيش الشيخ خالص وما يسمعش صوتي خالص، وطبعا لما تنقل كلام لحد ينقله بيبقى فيه بلاوي كتير واقعة او بتتفهم مش زي ما أنت عاوز تقول بالظبط واضطريت اني اقبل الوضع واقوله الي عاوزة اعمله وتفاصيل عن ظروف البنت والولد وإن حقيقة المشكلة عند الأب هو انو يفهم ان فيه جواز حلال من غير ورق حكومة والورق يجي وقت ما يجي لما تتم ال18 من خلال الوصلة وأنا موطية صوتي خااااالص؛
والشيخ الحقيقة كان وجهة يشرق بالنور والهدوء لكن موقفه جرحني وحسسني اني بعمل حاجة غلط مش صح، وقعدت اجيب كل الكلام الي اتعلمته عن الهدف، والثقة بالنفس، وتقبل الآخر، وكل القايمة دي، وقدرت أتجاوز إحساسي واركز في الهدف اكتر بس مش بالكلام الي اتعلمته لكن بالدافع الي كان جوايا عشان آخد الثواب باذن الله، وفعلا وصلنا للأب وطبعا فضلت في العربية انتظر الفرج وانا على أحر من الجمر والدقايق سنين، وكانت لحظة خروج الشيخ بالنتيجة الي كانت اشد من نتيجة الثانوية العامة لأن السقوط فيها هيجر معاني كتيرة قوي وده هيخليني أفتش في كل الناس-مواقف الشيوخ الآخرين- الي كانت عائق للنجاح، ومفيش مانع اني اشك في صدق نيتي عالماشي، واني كنت ممكن اكون اقوى من كدة مع الشيخ الي غاب جوه ده، وقوانين المجتمع المتخلفة، والأم المجرمة والأب النص كم وغيره كتير؛
وخرج الشيخ ومعاه رجل كبير شعره أبيض لابس جلبية رمادي عليها جاكيت وراسه في الأرض مش راضي يرفعها، ودخلوا العربية عندي وانا عاوزة افهم ايه الي حصل، لقيت الشيخ بيقول للأب انت نورت المكان وهتنور السما انهاردة! بقيت عاوزة اطنطط من مكاني واصرخ مالفرحة وعاوزة أطير للمأذون والناس الي سبناهم في الميكروباصات بعيد عشان اقول للبنت واشوف وشها وانا بقولها ابوكي رضي عنك وهيرجعك لحضنه، ووصلنا لمكتب المأذون الي ماسبش التكشيرة والغضب أبدا وكان غير مرن بالمرة ونفسه يتف علينا كلنا وياكلنا، واستأذنت اكلم الناس الي في الميكروباص يجيوا عشان يحضروا الإشهار ويشهدوا والبنت والولد اصلا فيها؛
واضطرينا نفهم المأذون القصة للأسف، ورفض تماما انه ينطق بكلمه ادام كاميرات وكلام فارغ، لدرجة انه كان هيرفض يعمل الإشهار والورق، وكل شوية يسخن الأب ويقول اهو الي حصل حصل بقا، وهي البت الي على ايدك دي بنتك؟ اومال بنتك انت يعني؟ ما تسكت بقا وخلينا نجوز العيال، ونطق بالاشهار وكتب الورق وانا دقات قلبي بتصارع الزمن وصوتها يلم أمة لا إله الا الله، ووقفوا تاني عند المؤخر وقال للأب هتديهاله ببلاش اياك!، قاله لا الشورة شورتك قاله شورتي أنا وأنا مالي فقال الراجل بتاع قعدات الأعراف اكتب لها زي إخوتها ما بيجوا يكتبوا عندك، قاله أخوتها فيه الي بيكتب 3،5،و10 آلاف ولقيته هيسخن الراجل وزود كمان في الكلام وقاله يا عم الجاح اسمحي بردو اقولك انه طير غريب عننا مانعرفلوش كبير نرجعله هنا نطق واحد مالفريق وقاله انا كبيره وهشهد وخد رقم تليفوني وبطاقتي واللي من الفريق ده أصلا محدش يحلم انو يوصل لرقمة الخاص، ورجع تاني وهو متأفف ومكشر يقول هتكتب لبنتك أمان بكام؟
لأول مرة من ساعة ما اتكتب عليا الخرس انطق وسط كل الرجالة دي، وقمت سأله الولد انت تقدر على ايه؟ لقيت كل الي في المكتب بيبصولي وانا احمريت وازرقيت بس تماسكت جداَ، قال الي تكتبوه أنا هديها نفسي ومش فارق معايا كام، قلت له اكتب 3 آلاف ومعرفش ازاي كله سكت وبلم وقال ماشي ومعرفش ازاي طلعت مني بالحسم ده!، كان نفسي لحظة الاشهار اسجد بس مقدرتش المكتب كله رجالة، لكن كانت تاني مرة في حياتي يسجد قلبي بكل حتة فيه واتبسطت جدا اني حسيت بالإحساس دة بعد سنين لأني كنت مفتقداه، وكانت لحظة احتضان الأب لبنته وشيله لبنتها لحظة ما تتعوضش، وكان سلام الأب لجوز البنت مؤثر جدا لكن قلت في قلبي اللهم لك الحمد، وفجأة افتكرت إننا في البرنامج! وان الساعة بقت واحدة بليل، واني جعانة جدا جدا جدا جدا، واني بشبه على معظم الناس إلي في الفريق بس مكنش فيه وقت أسأل وقلت أعرفكم عليهم في الي جاي بعده من..... لما كنت.
ويتبع >>>>: لما كنت..... مأذون (3)
واقرأ أيضاً:
لما كنت... حرامية / لما كنت في الخليج