ذلك هو صنف النساء، حمال الأسية صحيح! قلتها لنفسي وأنا أتأمل الصورة الفوتوغرافية التي التُقطت لأهالي قرية المريس وهم يقفون على أول الطريق بالنبابيت يريدون الدفاع عنها من غزو الحكومة التي تريد اقتلاعهم من أرضهم وعمل مشروع سياحي على الأرض الزراعية.النساء يتصدرن الصورة واقفات في الصف الأول ممسكات بالبنابيت في أيديهن. عجبي النساء فقط مطلوب منهن أعمال المنزل وتربية الأولاد إلى جانب حقهن الطبيعي في تحقيق الذات والاعتماد على النفس والنجاح في الحياة وها هن في ساعة المواجهة وقد كان مكانهن في الصف الأول في انتظار الأمن المركزي!
هل حقا كنا في حاجة للمحكمة الدستورية العليا كلها، وبجلالة قدرها وبقضاتها العشرة وللا الخمسة عشر، فقط لكي يقولوا لنا ما هو تفسير كلمة مصري في الدستور وهل المصري رجل أم يجوز أيضا أن يكون واحدة ست. الحمد لله أننا طلعنا مصريات وإلا كانت مصيبة، أمال كنا حنروح فين يعني؟ غينيا؟.
حسنا فعلت المحكمة الجليلة وقد أبت حتى أن تتصدى لبحث هذه المسألة من الأساس لأنها بديهية، الله يجبر بخاطرها. وهكذا ولأنه تبين أن المصري فيه منه راجل وفيه منه ست أصبح من حق السيدات الجلوس على منصة القضاء. هذا هو نوع السخف ومستوى الصبر الذي يتعين على النساء مكابدته فقط من أجل الوصول للمربع الأول والوضع الطبيعي العادي الذي نتفرج عليه في التلفزيون عندما يذيع لقطات من دول أخرى تولت فيها النساء مناصب القضاء منذ زمن طويل ولم تضطر واحدة منهن للوقوف بالعصا دفاعا عن بيتها وأرضها أمام قوات ما يسمى بالأمن. آه يا مصر.
إنت رايحة بينا على فين. منذ زمن ليس ببعيد كنا نقف نحن واليابان على ذات المستوى وذات نقطة الانطلاق وكانت فرصتنا الأفضل بأرضنا ومواردنا، واليوم نقف على نقطة الانطلاق مع الشقيقة أفغانستان، ذلك أن حتى الشقيقة الجزائر جلست فيها المرأة على منصة القضاء منذ زمان بعيد، أما الشقيقة أفغانستان فأظنها سوف تتضامن معنا في كفاحنا المرير أمام المحاكم من أجل النقاب في لجان الامتحانات وستحيي الإبداع المصري الجديد في استعمال كمامات أنفلوانزا الخنازير لحل المشكلة. لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا، الله يرحمه ويسامحه بقى الزعيم مصطفي كامل لأنه لم يقل لنا من يقصد بكلمة مصري، يعني الرجالة والستات وللا الرجّالة بس، لكن الحمد لله ربنا يخلي لنا المحكمة الدستورية العليا.
واقرأ أيضاً:
بلاغ إلى النائب العام من أهالي قرية المريس/6 إبريل كمان وكمان