قام باحثون من جامعة قادس بدراسة العلاقة بين التفضيلات المهنية والشخصية، وذلك بناء على المقابلات والاستبيانات التي أجريت على 735 من طلاب المدارس الثانوية في مقاطعة قادس، فأشارت النتائج إلى أنه لا تأثير للشخصية عند اختيار المهنة.
حسب مانويل انطونيو غارسيا سيدينيو، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علم النفس التربوي والنمائي في جامعة قادس، تبين البيانات أنه ليس هناك علاقة قوية بين اختيار درجة جامعية (الميولات المهنية) وسمات الشخصية. وكنتيجة لذلك سوف يكون استخدام الاستبيانات الشخصية في عمليات التوجيه المهني موضع إعادة النظر وتؤخذ على أنها معلومات هامة.
وتم اختيار المشاركين في الدراسة، التي نشرتها مؤخرا تقارير الدورية النفسية، خلال العام الدراسي 2004-2005 من خلال عينة عشوائية في مقاطعة قادس. في المجموع، 735 طالبا من السنة الرابعة من التعليم الإلزامي والثانوي، منهم 371 من الذكور (50.5 ٪) و 364 من البنات (49.5 ٪)، فيما تتراوح أعمارهم بين 17 عاما و20 عاما.
ولاكتشاف العوامل المهنية لدى أطفال المدارس، تم استخدام الاستبيان 'Kuder-C' ، الذي يقيم الاهتمامات المهنية وفقا ل10 ميادين مختلفة من الأعمال: خارج المكاتب، الميكانيكية، الحسابية، العلمية، الإقناعية، الفنية،الأدبية،الموسيقية،الإدارية والمساعدة الاجتماعية؛ والذي يهدف لمساعدة الطلاب على التركيز على أنشطة التدريب واختيار المهنة.
ويستخدم استبيان كاتل أيضا لتقييم العوامل الشخصية والحصول على نتائج تتعلق بالقدرة على القيادة والإبداع، فضلا عن معدل تقلبات الدافعية.
بالإضافة إلى ذلك، طُلب من جميع المشاركين أن يبنوا ما هي التخصصات التي يرغبون في دراستها من أصل 52 تخصصا جامعيا؛ هذا المتغير أعطي له اسم "الدرجة" وتم إنشاء مجموعتين مختلفتين استنادا إلى التفضيلات: العلوم /التكنولوجيا والإنسانيات / العلوم الاجتماعية.
اثنان من كل ثلاثة من الطلاب لا يعرفون ماذا يريدون أن يفعلوا.
"اثنان من كل ثلاثة شبان في بداية الجامعة ليس لديهم فكرة واضحة عما سيدرسون، نحن بحاجة إلى أن تقدم إلينا معلومات جد مفيدة"، يشدد غارسيا سدنيو.
وأعادت البيانات التأكيد من جديد على أن "جنس الفرد ليس متغيرا مهما في العلاقة بين سمات الشخصية والتفضيل العام للتخصصات التي تدرس في الجامعة".
فيما ربط الباحثون الاجتماعيون سمة الانفتاح مع الميكانيكا، والحساب والإقناع. من ناحية أخرى، وجود العزم القوي له ارتباط سلبي مع العامل الفني. كما شدد الفريق على أن سمة الاستقلالية ترتبط بصفة سلبية مع عمل الإقناع والاهتمام بالمساعدة الاجتماعية.
ويجري تنقيح نظريات التنمية المهنية الوظيفية ويتم تجميعها في إطار مفاهيم 'النضج المهني'، القدرة على اتخاذ القرارات في الحياة بصفة عامة وبصفة خاصة لدى اختيار الوظائف وأهمية (القيمة التي يخص بها الأفراد كل من الأدوار التي تلعبها في حياتهم).
وتعد هذه الدراسة جزءا من سلسلة من المشاريع في التوجيه المهني والدافعية التي ينفذها فريق البحث بجامعة قادس.
المصدر: www.mediLexicon.org
واقرأ أيضاً:
دماغ الإنسان ينمو، يتغير وقادر على أن يشفي نفسه / الأبحاث تتوصل إلى ربط الدماغ بالكلمات، والقدرة الموسيقية