الكلمات والموسيقى، يبدو أنهما قرينان طبيعيان يسيران جنبا إلى جنب. يؤكد العلم الآن أن هذه القدرات مرتبطة في الدماغ، وهي نتيجة قد تؤدي حتى إلى علاجات أفضل للسكتة الدماغية.
فقد وجدت الدراسات تداخلا في الدماغ في معالجة اللغة والآلات الموسيقية، ويشير بحث جديد إلى أن العلاج الموسيقي المكثف قد يساعد على تحسين الكلام لدى مرضى السكتة الدماغية، كما أعلن عن ذلك باحثون في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لتقدم العلوم المنعقد في فبراير 2010. بالإضافة إلى ذلك، يقول الباحثون، أن التربية الموسيقية يمكن أن تساعد الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة النمائي أو التوحد على استعمال الكلام بشكل أكثر دقة.
الأشخاص الذين عانوا من جراء إصابة بجلطة حادة في الجانب الأيسر من الدماغ ولا يستطيعون الكلام يمكن لهم أيضا في بعض الأحيان تعلم التواصل عن طريق الغناء، حسب غوتفريد شلاوغ، أستاذ علم الأعصاب في كلية هارفارد الطبية الذي صرح بذلك خلال الاجتماع.
"إخراج موسيقى هي تجربة متعددة الحواس، تعمل على تفعيل وصلات لعدة أجزاء من الدماغ". يقول الباحث. وأظهر شلاوغ شريط فيديو لأحد المرضى الذي استطاع إخراج أصوات لا معنى لها فقط متعلما قول: "أنا عطشان"، عن طريق غناء الكلمات، وآخر كان قادرا على الغناء "عيد ميلاد سعيد".
وأضاف قائلا عن العلاج باللحن والنغمات "إذا كان لديك شخص غير شفهي، ويمكن له قول أنه جائع أو عطشان أو يسأل أين هو الحمام، فهذا تحسن"، وقبل قرن من الزمان طالما كانت هناك تقارير عن ضحايا السكتة الدماغية الذين كانوا لا يستطيعون الكلام ولكنهم كان يمكن لهم أن يغنون. الآن، إنهم يجرون الاختبارات لمعرفة ما إذا كانت الموسيقى يمكن أن تستخدم كعلاج، حسب شلاوغ.. ولكنه حذر من أن العمل موجه نحو الناس الذين لديهم إصابة بجلطة حادة في الجانب الأيسر من الدماغ، وفي هذه الحالة يمكن للعلاج أن يستغرق وقتا طويلا.
نينا كراوس، مديرة مختبر علم الأعصاب السمعية في جامعة نورث ذكرت أن دراسات حديثة تؤكد أن التداريب الموسيقية تعزز قدرة الدماغ على القيام بأشياء أخرى.
على سبيل المثال، يتحسن الدماغ المدرب نحو الأفضل عبر الكشف عن أنماط في الأصوات، بحيث يكون أولئك الموسيقيون هم الأفضل في انتقاء صوت صديق في مطعم صاخب.
فحسب الباحثة، تحسن التجربة الموسيقية قدرات هامة في الحياة اليومية. كما أن لعب أداة موسيقية يمكن أن يساعد الشباب في عملية الكلام على نحو أفضل في قاعات صاخبة ولتمييز أدق للفروق الدقيقة في اللغة التي يتم نقلها من قبل بعض التغييرات الطفيفة في الصوت البشري.
وتلاحظ كراوس أن الناس عندما يتعلمون الكلام في البداية وعندما يتحدثون إلى الأطفال الرضع غالبا ما يستخدمون الأنماط الموسيقية في الكلام. كما أن أنظمة السمع لدى الناس يتم صقلها من خلال التجارب التي مروا بها مع الصوت طوال حياتهم. التداريب الموسيقية ليست فقط مفيدة لتنشيط محفزات الموسيقى. لقد وجدنا أن سنوات من التدريب على الموسيقى يمكن أيضا تحسين مدى معالجة الأصوات للغة والعاطفة. والاستجابات المعززة لدى الموسيقيين تسجل نقصا لدى الأشخاص المضطربين مثل الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة النمائي والتوحد.
وهناك دراسات جديدة على موجات الدماغ، تحاكي أنماط الصوت التي يسمعها الفرد. وإذا ما تم سماع الكلام أو موسيقى الآلات، من الممكن حاليا تسجيل أمواج الدماغ إلكترونيا، ولعبها فيما بعد لسماع الصوت، والتي أثبتتها الباحثة عبر سلسلة من التسجيلات.
انيرود باتل من معهد العلوم العصبية في سان دييغو، يذكر أن دراسات جديدة تُظهر أن الموسيقى لا تشتمل فقط على البؤر الساخنة في الدماغ، ولكن على مساحات شاسعة على جانبي الدماغ.
الأسماء والأفعال هي مختلفة جدا من حيث النغمات والحبال الصوتية والتناغم، ولكن أجزاء الدماغ التي تعالجها تتداخل فيما بينها..
بعض العلماء، يتكهنون بأن القدرة الموسيقية في البشر قد وضعت قبل اللغة يقول باتل.
المصدر:
Research finds brain link for words, music ability February 20, 2010, Associated Press
واقرأ أيضاً:
اختيار الدراسة الجامعية ليس مرتبطا بالشخصية / هل يمكن أن نكون مدمنين على الكافيين؟