نجمة حفلات نهاية السنة -وليست الحفلات فقط-، الشوكولاته تغوي أكثر من 80 ٪ من الفرنسيين. كثيرا ما اتهمت بكونها حضن الوزن الزائد. هذا خطأ، يِؤكد خبراء التغذية اليوم، بل لعلها أكثر صحة من كثير من الحلويات. في الواقع، تمتلئ الشوكولاته بالمواد المضادة للأكسدة المفيدة للقلب والأحماض الدهنية المنظمة للكولسترول في الدم.
هل هذه الخصائص حقيقية؟ وأية كمية مستهلكة هي المناسبة؟
* إنها لا تزيد في الوزن، شريطة استهلاكها بكميات معقولة.
الفرنسيون يعرفون الاعتدال: 14.9 غ / يوم لدى الأطفال و 11.8 غ / يوم لدى البالغين، وهو ما يعادل مربعين شوكولاته –حسب استقصاء Inca2 -2008. ليس هناك أدلة علمية تثبت أن الشوكولاته هي المفضلة من قبل البدناء أو أصحاب الوزن المفرط. إذا كان الكاكاو هو ذاته قليل السعرات الحرارية، فان زبدة الكاكاو والسكر المضاف هما كذلك: إنه من الأفضل اختيار شوكولاته مرة ب 70 ٪ من الكاكاو (545 كيلو كالوري في 100 غرام).
* غنية بالمواد المضادة للأكسدة، الشوكولاته مفيدة للقلب.
هذه المزايا، التي تقترحها عدة دراسات وبائية، تستند إلى عناصر البوليفينول من نوع الفلافونويد. وهي موجودة بتركيزات عالية في الشوكولاته السوداء (500 ملغ إلى 840 مع/100 غرام) في حين تفتقر الشوكولاته البيضاء إليها.وقد تمت البرهنة على قدرتها المضادة للأكسدة في المختبر. معروف عن المواد المضادة للأكسدة أنها تمنع أكسدة الكولسترول ("السيئ") LDL ، كما أنها تساعد على منع تشكيل لوحات تصلب الشرايين (إصابة تتشكل من ترسبات دهنية في الشرايين). واتجاه الجذور الحرة، تقوم بمنعها من إفساد الجدران الشرايينية. هذه المركبات تحول أيضا دون تراكم الصفائح الدموية، متجنبة تكوّن الجلطات الدموية. وأخيرا، فهي موسعات بامتياز.
* النوع والكمية المستهلكة: مهم أيضا
وفقا للمؤشر الأمريكي ORAC، للشيكولاتة السوداء قوة مضادة للأكسدة على الأقل ست مرات أعلى من نسختها الحليبية. وفقا لدراسة(1) التي أجريت لدى أشخاص تتراوح أعمارهم من 56 إلى 73 سنة على مدى أربعة أشهر، يكفي تذوق 6.3 جرام يوميا من الشوكولاتة السوداء من اجل خفض ما يقرب من 2.5 ٪ من الضغط الدموي.
* الكولسترول الدموي وزبده الكاكاو لا يجتمعان.
على الرغم من تركيزها العالي - 62 ٪ - من الأحماض الدهنية المشبعة. خلال عملية الهضم، لهذه الأحماض خاصية التحول إلى أحماض أحادية الإشباع. والنتيجة: نحو 70 ٪ من هذه الأخيرة تصل لمجرى الدم، ويكون من آثاره، بعد بضعة أسابيع، زيادة مستويات الكولسترول الحميد، وانخفاض مستوى الكولسترول LDL.
* يمكن لمريض السكري تناول الشوكولاته السوداء،ذات المؤشر السكري المنخفض نظرا لوجود الدهون. فهي لا ترفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير شريطة اختيارها ذات محتوى عالي من الكاكاو ، وبالتالي قليلة السكريات.
* قد تسبب تسوسا أقل مقارنة بالحلويات الأخرى. لان بعض البوليفينول لديها يمنع نمو البكتيريا. فيما شوكولاتة الحليب، الغنية بالكالسيوم والفوسفات والفليور، من شأنها أن تساعد أيضا على إعادة تعدين مينا الأسنان، وذلك وفقا لدراسة أمريكية(2).
* معروفة كمضادة للاكتئاب، قد تحتوي على مواد منشطة. صحيح أن السكريات تخفض القلق، المغنيسيوم له تأثير استرخائي، مركبات xanthine تعطي "دفعة" فيما مركب "الفينيل ايتيل امين" مضاد للاكتئاب. لكن، هذه المواد موجودة بكميات صغيرة جدا في الشوكولاته لكي يكون لها آثار العقار النفسي. آثار هي بالأحرى نتيجة للنكهة: عن طريق ملاطفة براعم الذوق، تعمل الشوكولاته على إفراز الاندورفين، مصدر النشوة.
تعريفات:
طريقة أوراك ORAC (قدرة امتصاص جذور الأوكسجين): طريقة أنشئت في الولايات المتحدة، تصنف الأطعمة وفقا لقدراتها المضادة للأكسدة، الاستهلاك الموصى به هو 3000 إلى 5000 وحدة أوراك يوميا.
المؤشر السكري: من 0 إلى 100 (الجلوكوز)، يتطابق مع وصول سريع للسكر في الدم. هو أقل من 50 بالنسبة للشوكولاته.
____________________________________________
(1) «Are high-fat, high-sugar foods and diets conductive to obesity ?», Gibson SA., Int J Food Sci Nutr. 1996 Sep; 47(5): 405-15.
(2) «Chocolate consumption and mortality following a first acute myocardial infarction: the Stockholm Heart Epidemiology Program», Janszky I, J Intern Med. 2009 Sep; 266
المصدر: المجلة الفرنسية Sciences et Avenir N°755 janvier 2010
واقرأ أيضاً:
هل يمكن أن نكون مدمنين على الكافيين؟ / السائق يجد صعوبة في الاستماع أثناء القيادة